قتل 17 مسلحاً عراقياً واصيب ثلاثة من جنود مشاة البحرية الاميركية بجروح في اشتباكات وقعت ليل الثلثاء وصباح الاربعاء في مدينة الفلوجة المحاصرة، رغم وقف اطلاق نار معلن بين القوات الاميركية والمقاومين. وذكرت تقارير أن الطائرات والمروحيات الاميركية قصفت أحياء سكنية في الاطراف الشمالية للفلوجة وشوهدت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من المنطقة في أعقاب القصف. وأكد بيان عسكري اميركي ان تسعة مقاتلين على الاقل قتلوا واصيب ثلاثة جنود من المارينز بجروح صباح امس في معارك استمرت اكثر من ساعتين في شمال غرب الفلوجة. وأوضح البيان "ان ثلاثة جنود من المارينز اصيبوا بجروح، تم اجلاء اثنين منهم، عندما اطلقت مجموعة من الاعداء النار من اسلحة رشاشة وقذائف مضادة للدبابات انطلاقا من بستان نخيل في شمال غرب الفلوجة". واضاف البيان ان "مروحية ارسلت كتعزيزات وقتل تسعة من المقاتلين فيما اصيب عدد غير محدد". وقال شهود عيان ان الاشتباكات تفجرت في حي الجولان في حوالى الساعة السادسة صباحا واستمرت اربع ساعات بينما حلقت طائرات عسكرية اميركية فوق المنطقة. وذكروا ان ستة مدنيين قتلوا وجرح عشرة بنيران الاميركيين، لكن ذلك لم يتأكد. وكان الجيش الاميركي اعلن اول من امس عن قتل ثمانية مسلحين وتدمير ثلاث آليات في الفلوجة. وقال الكولونيل برينان بيرن ان مشاة البحرية اطلقوا قذائف هاون على مسلحين مزودين قاذفات مضادة للدروع كانوا يفرغون اسلحة في جنوب غرب المدينة فقتلوا ثمانية منهم ودمروا ثلاث عربات. ووصف ما جرى بأنه اشتباك "بسيط"، ملمحاً الى انه لن يؤثر على اتفاق وقف اطلاق النار. واعاقت الاشتباكات عودة النازحين الى المدينة، وتمكنت سبع عائلات عراقية فقط من أصل خمسين كان من المقرر عودتها صباح الاربعاء من دخول المدينة. وقال جندي اميركي رفض الكشف عن اسمه "سمحنا بدخول خمس عائلات قبل ان نقفل الحاجز لأن الوضع سيء في المدينة". وكان سمح الثلاثاء بعودة خمسين عائلة بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه لوقف اطلاق النار في اعقاب ثلاث جولات من المفاوضات مع وجهاء المدينة. تشاؤم رامسفيلد ووقعت اشتباكات امس بعد ساعات من اعراب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عن تشاؤمه بشأن نتائج المفاوضات مؤكدا ان الهدنة في المدينة لن تستمر الى أجل غير مسمى. وقال رامسفيلد في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون الثلثاء ان "الوضع الراهن في الفلوجة لن يستمر الى أجل غير مسمى. قطاع الطرق والقتلة وأنصار الرئيس السابق صدام حسين لن يسمح لهم باقتطاع اجزاء من تلك المدينة أو ان يعوقوا السلام والحرية". وقال ان المحادثات التي استمرت اياماً عدة لم تشمل المقاومين العراقيين الذين يواجهون القوات الاميركية. وعندما سأل صحافي رامسفيلد عما اذا كانت الولاياتالمتحدة مستعدة للتفاوض واهدار فرصة اعتقال المقاتلين الاجانب وآخرين يعتقد انهم المسؤولون عن قتل اميركيين والتمثيل بجثثهم، رد بقوله "لا أحد يعتقد ذلك". واضاف "لذلك فإن فرص أن تثمر هذه المفاوضات عن نتيجة تتفق مع الخطوط التي وصفتها تبدو لي من الناحية الواقعية صعبة". وتابع رامسفيلد: "انني لا استبعد أي شيء، ومن الواضح ان الاشخاص هناك الذين يقتلون الناس ويهددون شعب الفلوجة يجب أن يقدموا للعدالة". وقال رامسفيلد ان المحادثات تسعى الى "حل يركز على العراق"، واضاف "لكن يجب ان لا يكون هناك شك.. انه أمر أساسي ان يقدم اولئك القتلة الذين لهم علاقات قوية بالنظام المخلوع في العراق للعدالة". وقال الجنرال بيتر بيس نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة ان مئات الجنود من مشاة البحرية ما زالوا على أهبة الاستعداد في الفلوجة وحولها ويعطون للمفاوضات السياسية فرصة. وفي كركوك، قتل جنود اميركيون وعراقيون أربعة مسلحين وصادروا ثلاث سيارات مفخخة في عملية دهم الليلة قبل الماضية وقال العقيد مصطفى سعيد داودي "ان اربعة مسلحين قتلوا في الاشتباكات التي استمرت حوالى الساعة في منطقة جبل حمرين 110 كلم الى جنوبكركوك واستخدم فيها الجيش الاميركي مروحيتين هجوميتين من نوع أباتشي". واضاف انه تم الاستيلاء على خمس سيارات للمقاتلين الذين قدر عددهم بعشرين، موضحا ان اثنتين منها كانتا مفخختين وجاهزتين للاستخدام. من جهة اخرى دعا رجال دين سنة من الفلوجة اثناء تجمع في بغداد امس ضم عشرات النازحين من المدينة المحاصرة بقوات المارينز الاميركية منذ اكثر من اسبوعين، الى الانتقام وعدم القاء السلاح. وقال الشيخ محمد عبدالعزيز العاني، إمام أحد مساجد الفلوجة: "نسأل الله ان ينتقم لنا ويفشل المخططات" الاميركية قبل ان يصفق له الجمهور على هتافات "الله اكبر". واضاف "لقد قتلوا كل ما يتحرك، حتى الحيوانات. ان هؤلاء الناس هم اعداء الانسانية"، داعياً "النفوس الطيبة الى التحرك لوقف هذه الاعمال". وقال الشيخ حامد المعديدي من الفلوجة ايضا، انه "ليس وارداً ان يلقي المجاهدون أسلحتهم او ان يقوموا بدوريات مشتركة مع الاميركيين في المدينة". واضاف: "سنقاتل حتى النهاية. ان الاميركيين يقولون انهم سيدوسون العراقيين ونحن نرد عليهم اننا نحن الذين سنسحقهم". وتابع: "في الفلوجة لدينا مجاهدون وقادة عددهم خمسة، لن اعطي اسماءهم. لكن بوسعي القول ان تحت إمرة هؤلاء القادة 500 مقاتل مصممين". وأكد "نرفض أي مفاوضات، ما نطلبه هو رحيل القوات الاميركية. وبهذا الشرط فقط سنوقف القتال".