استؤنفت المحادثات بين وفد من مجلس الحكم الانتقالي ووجهاء الفلوجة بعد تمديد الهدنة الهشة بين القوات الاميركية والمقاتلين في المدينة حتى ليل الاثنين الثلثاء، بعدما خرقتها اشتباكات أثناء الليل وتبادل الجانبان التهديدات. ولم تتوافر أي معلومات جديدة عن المفاوضات غير المباشرة لكن بعض الانباء تحدث عن بدء انسحاب القوات الاميركية من المدينة من دون ان يتم تأكيد ذلك رسمياً من أي من الطرفين. وقال ناطق اميركي: "نأمل بأن تؤدي المفاوضات السياسية الى عودة السيطرة الشرعية العراقية على المدينة". وكان وقف اطلاق النار في المدينة مدد حتى ليل الاثنين. وقال علاء مكي المسؤول في الحزب الاسلامي العراقي الذي يشارك في الوساطة انه "تم تمديد وقف اطلاق النار 24 ساعة الليلة الماضية وسيستمر بالتالي حتى هذه الليلة"، مشيراً إلى ان الجيش الاميركي والمقاتلين السنّة وافقوا على الالتزام بهذا التمديد. واضاف: "كنا على اتصال مع الفلوجة حيث يخيم الهدوء على ما يبدو"، موضحاً ان "ثلاثة عراقيين جرحوا ليل الاحد الاثنين ونعتقد انه عندما يتحرك رجال المارينز يبدأ المتمردون باطلاق النار فيتعرضون للرد". وأمهل المقاتلون القناصة الاميركيين حتى الساعة الرابعة بعد الظهر للانسحاب من المدينة. وقال شيخ في المسجد الكبير بالفلوجة في ختام اجتماع بين زعماء المقاتلين السنة ورجال دين في المدينة انه "اذا لم يكن جميع القناصة الاميركيين غادروا الفلوجة وجوارها في الساعة الرابعة بعد الظهر، فسنشن هجوماً عاماً". وأشار الشيخ الى سقوط ستين قتيلاً من سكان الفلوجة منذ بدء تطبيق الهدنة صباح الاحد. وسمع سكان دوي انفجارات واطلاق نيران من منطقة في الفلوجة لمدة ثلاث ساعات قبيل الفجر في الوقت الذي حلقت فيه طائرات هليكوبتر أميركية في الاجواء. وانحى المقاتلون العراقيون باللائمة في انتهاك الهدنة على القوات الاميركية التي تقول ان جنودها في الفلوجة لا يقاتلون الا دفاعاً عن النفس، مؤكدة استعدادها "لمواصلة العمليات الهجومية" اذا لم تحرز المحادثات غير المباشرة تقدماً. وارتفعت امس الحصيلة المعلنة لضحايا المدينة، وقال رافع العيسوي مدير اكبر مستشفيات الفلوجة ان أكثر من 600 عراقي قتلوا واصيب نحو 1250 بجروح في المعارك التي استمرت اسبوعا، موضحا "ان عدد القتلى قد لا يكون دقيقا تماما لان عائلات كثيرة دفنت موتاها في بساتينها". في هذه الاثناء، اعلن الجيش الاميركي في بيان امس ان ثلاثة من جنود مشاة البحرية الاميركية المارينز قتلوا الاحد في "عمل معاد" في محافظة الانبار غرب بغداد. وقال البيان ان "ثلاثة جنود من الفيلق الاول لمشاة البحرية قتلوا الاحد برصاص معاد في محافظة الانبار". واضاف ان "اثنين من الجنود قتلا في الميدان وتوفي الثالث متأثراً بجروح اصيب بها في اليوم نفسه". كذلك اعلن الجيش مقتل جندي أميركي وجرح آخر في هجوم استهدف قوة اميركية في سامراء. هجمات متفرقة واستمرت امس الهجمات المتفرقة على مراكز الشرطة العراقية في مختلف مناطق البلاد. وقتل شرطيان في بعقوبة احدهما برتبة نقيب واصيب اثنان آخران بجروح خطرة في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور السيارة التي كانت تقلهم في وسط المدينة. وفي كركوك، قتل شرطي عراقي وجرح اربعة مدنيين في سقوط قذيفتي هاون قرب حاجز. وأوضح العقيد في الشرطة خطار عبدالله عارف ان القذائف استهدفت مقر القوات شبه العسكرية العراقية للدفاع المدني. وقتل ثلاثة عراقيين وجرح ستة آخرون مساء الاحد بقذيفة هاون وانفجار شحنتين في مكانين مختلفين في كركوك حسب الشرطة. وفي الموصل، قتل ثلاثة عراقيين الاحد اثناء تبادل لاطلاق النار مع دورية للشرطة في كبرى مدن شمال العراق. وصرح الضابط احمد جبر عبدالله ان المسلحين الذين تبين انهم اكراد من الموصل واربيل فتحوا النار من اسلحة رشاشة على دورية للشرطة في الحي الرئيسي في المدينة قبل ان يلقوا مصرعهم. وفي الحلة، قتل شرطي عراقي واصيب اثنان بجروح حين فتح مسلحون النار على سيارتهم ثم سرقوها. وفي بغداد، طوقت قوة اميركية مدرعة جامعة المستنصرية وأنذرت طلابا مسلحين بتسليم انفسهم. وكان انفجاران هزا وسط العاصمة صباح امس بينما سمعت صفارات الانذار تطلق في مقر قيادة التحالف في "المنطقة الخضراء" المجمع الرئاسي السابق. وقال ناطق باسم التحالف: "سمعنا دوي الانفجارين ونحاول التحقق مما حدث". وسمع دوي انفجارات مماثلة في القطاع نفسه الذي يقع فيه مكتب الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر.