أعد البنتاغون خططاً لارسال قوات اضافية بسرعة الى العراق، في حال قرر ابقاء 135 الف جندي اميركي او اكثر الى ما بعد تموز يوليو المقبل. وقال مسؤولون بارزون اول من امس ان خطط الطوارئ التي اعدها البنتاغون للصيف والخريف ولفترة ابعد من ذلك، جاءت جزئياً نتيجة عدم توافر قوات اجنبية اضافية والصعوبات غير المتوقعة في تدريب قوات عراقية. وكان الرئيس جورج بوش ومساعدوه السياسيون يأملون بخفض حجم القوات الاميركية قبل الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وهو ما اصبح مستبعداً أكثر. وفي الوقت الذي لم يطلب القادة العسكريون الاميركيون في العراق ارسال قوات اضافية، تمثل هذه الخطوة من البنتاغون، التي كشفها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكبار مساعديه العسكريين والسياسيين، اقوى مؤشر الى ان القرار الاخير بتأخير عودة 20 الف جندي لمدة 90 يوماً مع احتدام القتال قد لا يكون اجراءً موقتاً كما وصفه مسؤولون. وقال رئيس الاركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز ونائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان البنتاغون قد يحتاج الى ان يطلب من الكونغرس مزيداً من المال لتغطية كلفة الزيادة الاخيرة في العمليات الحربية والحاجة الى ابقاء قوات اضافية في العراق. وأكد مايرز ان "انجاز تجهيز غالبية" قوات الامن العراقية الجديدة "وتدريبها في الميدان" قد يستغرق فترة تمتد الى نهاية السنة. ورداً على سؤال خلال لقاء مع الصحافيين في البنتاغون، هل تدرس وزارة الدفاع نشر قوات اضافية في العراق، قال رامسفيلد: "هل ندرس ذلك؟ كلا. لكن هل تهيأنا؟ نعم، بالتأكيد". واوضح ان البنتاغون حدد قوات اميركية جديدة تحل في النهاية محل ال20 الف جندي الذين مددت فترة خدمتهم في العراق الى تموز لمواجهة متطلبات القتال في مناطق سنية غرب بغداد ومناطق شيعية الى الجنوب. وتحدث عن اعداد خطط تحسباً لاحتمال ان يطلب الجنرال جون ابي زيد، قائد القوات الاميركية في المنطقة الوسطى، قوات اضافية تزيد على ال135 الف جندي الموجودين هناك. لكن ادارة بوش تواجه معارضة داخلية. وابلغ ريتشارد بيرل، الرئيس السابق ل"مجلس سياسات الدفاع" أحد أقوى دعاة غزو العراق، لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ اول من امس انه يعارض ارسال مزيد من القوات الاميركية، معتبراً ان "المشكلة ليست ان لدينا جنوداً اقل مما يجب، بل ان لدى العراقيين عدداً قليلاً من الجنود وقوات الامن المدربة في شكل جيد والتي تتمتع بمعنويات عالية". وابلغ ولفوفيتز اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ انه في الوقت الذي يمكن قراراً جديداً لمجلس الامن ان يشجع دولاً اخرى على المساهمة بقوات في العراق، فان ذلك ليس اكثر اهمية من حدوث تراجع في العنف. وقال: "هذه ليست عملية حفظ سلام، بل لا تزال قتالاً، والى ان تصبح عملية حفظ سلام، ستبقى بلدان كثيرة متفرجة على الارجح". كما اعلن مايرز تغييرات في بنية القيادة العسكرية الاميركية في العراق مع نقل السيادة الى حكومة في بغداد. وستستبدل البنية الحالية، التي تسمى "قوة المهمات المشتركة -7"، بقوات متعددة الجنسية على غرار وضع القوات الاميركية والقوات الحليفة في كوريا الجنوبية. واشار مايرز الى ان الجنرال ريكاردو سانشيز سيبقى قائداً عاماً لقوات "التحالف" في العراق، مركزاً اهتمامه على القضايا الاستراتيجية والسياسية، فيما توضع العمليات التكتيكية اليومية بإمرة الجنرال توماس ميتز.