ارتفع عدد شهداء المجزرة الذين سقطوا خلال الساعات ال24 الأخيرة في شمال قطاع غزة الى 11 فلسطينياً، واكثر من 50 جريحاً، أحدهم في حالة موت سريري، وخمسة في حال الخطر. وسقط اربعة أول من امس، فيما سقط الباقون في عملية توغل نفذتها قوات الاحتلال أمس، وامتدت مسافة اربعة كيلومترات في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع. وقالت مصادر محلية وأمنية ل"الحياة" ان نحو 30 آلية ودبابة توغلت بين ابراج العودة والقرية البدوية "ام النصر" شمال شرقي بيت لاهيا ودمرت خطاً رئيسياً لمياه الشرب، وهو الوحيد الذي يغذي القرية. واضافت المصادر ان الدبابات فتحت نيران اسلحتها الرشاشة في اتجاه السكان والفتية والشبان الذين رشقوا قوات الاحتلال بالحجارة، مما اوقع عددا من الشهداء والجرحى. كما ألقت طائرة مروحية من نوع "أباتشي" الاميركية الصنع صاروخاً في اتجاه عدد من الشبان، مما أسفر عن اصابة خمسة منهم، وصفت جراح اثنين منهم بانها خطرة. ودهمت قوات الاحتلال عدداً من منازل القرية واعتلى الجنود سطح مبنى تابع لوزارة التربية والتعليم العالي في المنطقة وحولوه الى ثكنة عسكرية. وبين قتلى أمس فتيان كانوا يرشقون الجنود بالحجارة وناشطان من حركة "الجهاد الاسلامي" و"كتائب شهداء الاقصى". وعرف منهم محمد الرنتيسي 24 عاماً ومحمد العجوري 18 عاماً وكلاهما من بلدة بيت لاهيا ورضوان حمتو 17 عاماً من مخيم الشاطئ ورأفت ابو حصيرة 28 عاماً من مخيم الشاطئ وسهيل الهرش 28 عاماً من مخيم جباليا. وقالت مصادر فلسطينية ان رأفت ابو حصيرة عضو في "سرايا القدس"، الجناح العسكري ل"حركة الجهاد"، وان سهيل الهرش قائد ميداني ل"كتائب شهداء الاقصى" المنبثقة عن حركة "فتح." وبررت سلطات الاحتلال التوغل بأنه جاء ل"منع اطلاق صواريخ قسام منها". وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان افراداً من وحدة "غيفعاتي" في الجيش الاسرائيلي لاحظت عدداً من المسلحين، فأطلقت النار عليهم وقتلتهم، مشيرة الى ان ثلاثة من الشهداء هم مسلحون، الأمر الذي نفاه شهود فلسطينيون. وجاءت العملية العسكرية الاسرائيلية بعد ثلاثة أيام من قصف مستوطنات يهودية تقع داخل القطاع وخارجه بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون في اعقاب اغتيال قائد "حماس" في القطاع الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي السبت الماضي. وأعلنت "سرايا القدس" في بيان امس مسؤوليتها عن استهداف "تجمع لجنود الاحتلال كانوا يستهدفون المجاهدين من فوق بناية المجمع الايطالي الواقعة على مشارف بيت لاهيا بقذيفة "آر بي جي" ما ادى الى اصابة الجنود". وأعلنت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" في بيان اصدرته امس انه "بعد تنفيذ عمليات الجندي الصهيوني وتفجير ناقلة الجند تمكنت مجموعة الشهيد رشدي الزعانين ... من تنفيذ هجوم بالاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية استهدف مجموعة من جنود الاحتلال كانت تستبدل مجموعة اخرى في منطقة ابراج الندى" شمال شرقي بيت لاهيا. واعتبرت ان العملية "تأتي في اطار الرد الطبيعي على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني" في البلدة اول من امس. وفي وقت لاحق تم تشييع الشهداء الاربعة الى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا. وأكدت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي "دمر البنية التحتية في منطقة بيت لاهيا كما تم تدمير مقر للامن الفلسطيني اضافة الى مقر لتأهيل المعاقين ومقر اتحاد الكرة الفلسطيني. وتم احتلال مبان حكومية منها مقر وزارة التربية والتعليم شمال قطاع غزة وتم العبث بمحتوياتها". ووقعت لليوم الثاني على التوالي مواجهات بالحجارة بين شبان فلسطينيين والجيش الاسرائيلي. وأشار شهود الى حدوث اشتباكات مسلحة متقطعة بين مسلحين فلسطينيين والجنود. وقال شهود ان "قناصة اسرائيليين اعتلوا اسطح المنازل حيث راحوا يطلقون النار بشكل مباشر على منازل المواطنين وعلى أي شيء يتحرك". وذكرت مصادر طبية ان الجيش الاسرائيلي فتح النار على سيارة اسعاف فلسطينية متسبباً بتعطيلها اثناء توجهها لنقل فلسطينيين اصيبا داخل ملعب بلدية بيت لاهيا. السلطة الفلسطينية ودانت السلطة الفلسطينية عملية التوغل الدامية. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني "ان الاغتيالات والتصعيد الاسرائيلي الخطير في العدوان تؤكد عدم استعداد اسرائيل للانسحاب من قطاع غزة كما تدعي، بل تعمل لتخريب كل الجهود المبذولة ونسفها وتخريب خريطة الطريق". وحمل ابو ردينة "اسرائيل المسؤولية الكاملة لهذا التصعيد الخطير" وقال "سنتوجة الى مجلس الامن الدولي لطرح موضوع التصعيد والعدوان الاسرائيلي الذي سيدمر كل شيء". وأكدت السلطة الفلسطينية أمس، أن العملية العسكرية الاسرائيلية في شمال قطاع غزة تهدف الى إعادة احتلال القطاع بأكمله. ودان وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات العملية وقال: "هذا العنف الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة تمارسه أيضاً في مناطق مختلفة في الضفة الغربية". وأضاف أن "هذه الممارسات تدل على أن الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة سيزداد سوءاً". وكان عبدالرزاق المجايدة قائد الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة طالب المجتمع الدولي بالتدخل لوضع نهاية للجرائم الاسرائيلية في شمال القطاع. ودان المجايدة بشدة العمليةالعسكرية الاسرائيلية في شمال القطاع وقال "أدين هذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها 11 قتيلاً فلسطينياً و45 جريحاً". ووصف العملية بأنها "غير أخلاقية وتمثل انتهاكا للقرارات الدولية وقوانين حقوق الانسان". وما زال الجيش الاسرائيلي يفرض قيوداً على حركة الفلسطينيين في رفح في جنوب قطاع غزة حيث منع الفلسطينيين رجالا ونساء الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و36 عاماً من المرور عبر منفذ رفح. وقال سالم دارادونا مدير محطة رفح "ان السلطات الاسرائيلية أخطرتنا قبل ثلاثة أيام بان كل الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و36 عاماً لن يسمح لهم بالسفر خارج قطاع غزة". واعتبر "ان الخطوة تأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها القوات الاسرائيلية على الفلسطينيين". وتمثل محطة رفح المنفذ الوحيد للسفر للفلسطينيين في قطاع غزة غير ان إسرائيل ما زالت تغلق المعبر لليوم الثاني والعشرين على التوالي. الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية امس واقتادتهم الى جهة غير معلومة. واخترقت طائرات اسرائيلية حاجز الصوت فوق غزة أمس، فاهتزت المدينة بعد اربعة ايام من اغتيال اسرائيل الرنتيسي في غارة صاروخية. وترددت أصداء الدوي في مدينة غزة بعد ساعات من مقتل خمسة فلسطينيين في غارة شمال قطاع غزة.