قُتل أربعة مسلحين في عمليتين أمنيتين نفذتهما السلطات الأردنية شرق عمان أمس. وأبلغت مصادر موثوق بها ل"الحياة" أن "مواجهات مسلحة دارت بين قوات الشرطة وأعضاء في جماعة إرهابية على صلة بمخطط السيارات المفخخة الذي أحبطته السلطات الأسبوع الماضي". وأوضحت أن "مجموعة من ثلاثة أشخاص، هم أردنيّ وعراقيان، قتلوا في اشتباك مسلح مع قوات الأمن في منطقة الهاشمي الشمالي، أثناء دهم منزل كانوا يتحصنون فيه، فيما قُتل شخص رابع في ضاحية ماركا، وجرى اعتقال عدد من المشتبه بهم". وذكرت المصادر أن "الأجهزة الأمنية التي تعمل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في حال من الاستنفار القصوى، نجحت في تعقب أعضاء الشبكة الذين خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مواقع مدنية وحيوية ومصالح أميركية في عمان". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا" عن مصدر مسؤول أن "الأجهزة الأمنية تحركت صباحاً الى منطقة الهاشمي بعد ورود معلومات عن وجود مجموعة مسلحة تتحصن في منزل، وطلبت الشرطة من أعضائها تسليم أنفسهم، إلا أنهم بادروا بإطلاق النار في اتجاه قوة الأمن العام، مما أضطرها الى الرد عليهم بالمثل واقتحام منزلهم، وأسفرت العملية عن قتل جميع أفراد المجموعة الإرهابية، وعددهم ثلاثة، بينهم اثنان من جنسية غير أردنية". وكانت مصادر أردنية مطلعة كشفت ل"الحياة" الأسبوع الماضي أن الأعضاء المتورطين في قضية السيارات المفخخة "خططوا لضرب مبنى دائرة الاستخبارات العامة باستخدام قنبلة كيماوية ذات قدرة تدميرية هائلة كان يمكن أن تؤدي الى مقتل اكثر من 20 ألف شخص"، وأكدت ارتباطهم بالأصولي الأردني أحمد الخلايلة المعروف ب"أبو مصعب الزرقاوي" الذي تطارده الولاياتالمتحدة في العراق منذ أكثر من عام. على صعيد آخر، قال ناطق باسم البيت الابيض امس ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني طلب تأجيل لقاء الرئيس جورج بوش الى الاسبوع الاول من الشهر المقبل "لأسباب داخلية اضطرته الى العودة الى الاردن". وأكد ان لا علاقة لتأجيل اللقاء بخلافات سياسية طرأت خلال الساعات الأخيرة مع الادارة الاميركية. وتباينت تفسيرات البيت الابيض لتأجيل الزيارة مع تأكيدات مسؤولين اردنيين أن التأجيل جاء بسبب رغبة الملك الانتظار الى حين الحصول على توضيحات في ما يتعلق بالضمانات التي قدمها بوش الى رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون في شأن قضايا الوضع النهائي وخطة الفصل الاسرائيلية. ولم يعرف ما إذا كان قرار التأجيل المفاجئ له علاقة بالاضطرابات التي شهدتها بعض المخيمات الفلسطينية في الاردن غداة اغتيال زعيم "حماس" في غزة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي. وأعلن وزير الخارجية الاردني مروان المعشر أ ف ب، بعد اجتماع مع نظيره الاميركي كولن باول في واشنطن انه "ليست هناك مشكلة" بين عمانوواشنطن على رغم تأجيل لقاء الملك عبدالله والرئيس الاميركي. وقال: "انني مطمئن جداً الى ما أعلنه وزير الخارجية والادارة الاميركية حول ضرورة عدم استباق الأمور في شأن اتفاقات الوضع النهائي بين الاسرائيليين والفلسطينيين بل تركها للأطراف نفسها".