أكدت محكمة لاهاي أمس، ان المجازر التي حصلت ضد السكان المسلمين في مدينة سريبرينيتسا شرق البوسنة في تموز يوليو 1995، كانت عملية إبادة جماعية. جاء ذلك، ضمن الحكم النهائي الذي أصدرته المحكمة في حق الجنرال الصربي السابق رادوسلاف كرستيتش، قائد جيش صرب البوسنة الذي اقتحم سريبرينيتسا وقام بعمليات قتل جماعية، أدت الى تصفية أكثر من سبعة آلاف من مسلمي المدينة. وكانت المحكمة أصدرت في الثاني من آب أغسطس 2001 قراراً يقضي بالسجن 46 عاماً على الجنرال كرستيتش بعد إدانته "بارتكاب حرب إبادة وجرائم ضد الانسانية". لكن المحكمة وعلى رغم قرارها بمجزرة سريبرينيتسا، خفضت الحكم السابق الصادر في حق الجنرال الى 35 سنة سجناً، معتبرة ان مشاركته في الجرائم لم تكن مباشرة، ذلك انه سمح لجنوده بارتكابها لكنه لم يشترك في اتخاذ القرار. ويكتسب تأييد محكمة لاهاي بتصنيف المجازر في سريبرينيتسا ضمن "الإبادة والتطهير العرقي" أهمية خاصة، لما سيكون له من تأثير على سير المحاكمات الجارية أو المقبلة ضد المتهمين بالمشاركة في مجازر البوسنة. شكوى بلغراد ومن جهة أخرى، بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس، النظر في شكوى اتحاد صربيا والجبل الأسود ضد عدد من دول حلف شمال الأطلسي التي اشتركت في الضربات الجوية على يوغوسلافيا عام 1999 واتهمت بلغراد في الدعوى تلك الدول "بالمساس بسيادتها وانتهاك التزاماتها الدولية بعدم اللجوء الى القوة والسعي الى تعريض شعبي صربيا والجبل الأسود عمداً لظروف تؤدي الى هلاكه الجسدي، أي الإبادة". والدعوى هي ضد بلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا والبرتغال وبريطانيا. واستمعت المحكمة أمس الى حجج عدد من هذه الدول وتستمع الى البقية اليوم، بينما سيقدم مندوب اتحاد صربيا والجبل الأسود موقف بلاده غداً الأربعاء. وكانت بلغراد رفعت دعويين أخريين ضد الولاياتالمتحدة واسبانيا، لكن محكمة العدل الدولية اعتبرتهما انهما ليستا من اختصاصها.