بانيالوكا، ساراييفو - أ ف ب - احيا صرب البوسنة الاثنين، ذكرى الصرب الذين قتلوا خلال حرب البوسنة (1992-1995)، ونفى زعيمهم ان تكون المجزرة بحق آلاف المسلمين في سريبرينيتسا عام 1995 «ابادة» كما وصفها القضاء الدولي. وقال رئيس وزراء جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديتش ان الجمهورية الصربية (كيان الصرب في البوسنة) «لا تنفي حصول جريمة على مستوى كبير في سريبرينيتسا ولكنها لم تكن ابادة كما تصفها المحكمة الدولية في لاهاي». واضاف في خطاب في شرق البوسنة: «في حال وقعت ابادة، فقد ارتكبت ضد الشعب الصربي في هذه المنطقة حيث النساء والاطفال والمسنون قتلوا في شكل جماعي». وكان دوديتش يتحدث بعد احتفال ديني اقيم في المقبرة العسكرية في براتوناك قرب سريبرينيتسا لاحياء ذكرى اكثر من 3260 جندياً ومدنياً صربياً في المنطقة قتلوا خلال الحرب، كما تفيد الارقام الصربية. وبعدما سيطرت في تموز (يوليو) 1995 على منطقة سريبرينيتسا التي كانت بحماية الاممالمتحدة، قتلت القوات الصربية في البوسنة نحو ثمانية آلاف بوسني مسلم في مجزرة هي الاكثر دموية من نوعها في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. واعتبرت محكمة الجزاء الدولية ان ما حصل عملية «ابادة». وحاول صرب البوسنة طويلا التقليل من اهمية مجزرة سريبرينيتسا. وجدد دوديتش التأكيد على ان صرب البوسنة لن يقبلوا ابداً بأن توصف هذه المجزرة بالإبادة. وتشكلت البوسنة بعد الحرب من كيانين: جمهورية صرب البوسنة والفيديرالية الكرواتية - الاسلامية وتجمع بينهما مؤسسات مركزية ضعيفة. ومن المقرر ان تُجرى انتخابات عامة في البوسنة مطلع تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. وفي العاصمة ساراييفو، ندد الحزب الحاكم الذي يمثل المسلمين بقرار احد احزاب صرب البوسنة تكريم زعيمهم السابق رادوفان كارجيتش الذي يحاكم في لاهاي بتهمة ارتكاب إبادة، واصفاً هذا القرار بأنه «تحريض على الكره وعدم التسامح». وقال حزب العمل الديموقراطي في بيان ان قرار الحزب الديموقراطي الصربي تقليد كاراجيتش وحليفه مومسيلو كرايسنيتش ميداليتين والذي اعلن السبت عشية الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة سريبرينيتسا، يشكل «دعوة وقحة الى التحريض على الكره وعدم التسامح بين الاتنيات والديانات» الذي يجسده هذان الرجلان. واضاف الحزب ان هذه المبادرة تشكل «استفزازاً وقحاً واهانة لجميع ضحايا التطهير الاتني وجرائم الحرب الجماعية والابادة». ودعا حزب العمل الديموقراطي اللجنة الانتخابية البوسنية الى منع الحزب الديموقراطي الصربي من المشاركة في الانتخابات الاشتراعية في تشرين الاول. وسبق لمحكمة الجزاء الدولية ان حكمت على كرايسنيتش بالسجن 20 سنة لارتكابه جرائم حرب بحق السكان غير الصرب خلال حرب البوسنة. ولا يزال كثيرون من الصرب ينظرون الى قائدهم العسكري السابق راتكو ملاديتش المتهم ايضا بارتكاب ابادة، بصفته بطلا. واعتقل كاراجيتش في بلغراد عام 2008، ولا يزال ملاديتش فاراً.