اظهرت وثائق الاتهام لدى القضاء الاسباني كشفت امس، ان التونسي سرحان بن عبد المجيد فخيت مطلوب باعتباره "زعيم الخلية" التي نفذت تفجيرات قطارات مدريد. ويأتي ذلك غداة اصدار السلطات الاسبانية مذكرة دولية باعتقاله، إضافة الى المغاربة جمال حميدان والياس الشينو وسعيد براج وعبدالنبي قنجاع والياس عبدالله والشقيقين محمد ورشيد أولاد عكاشة. وقال قاضي التحقيق خوان دل أولمو أنهم مطلوبون بتهمة القتل والانتماء إلى تنظيم إرهابي. راجع ص 8 وعلى رغم الاتجاه الى اعتبار المطلوب التونسي "العقل المدبر" لاعتداءات مدريد، فإن تقارير اسبانية نقلت عن مصادر استخباراتية في الرباط، ان المغربي عبدالكريم المجاطي الذي يجرى البحث عنه باعتباره لعب دوراً عملانياً بارزاً في اعتداءات مدريد شوهد في العاصمة الاسبانية قبل التفجيرات بثلاثة ايام. ويعتبر زعيم "الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة" المسؤولة ايضاً عن اعتداءات الدار البيضاء العام الماضي. وربطته اجهزة الاستخبارات بالمطلوب ابو مصعب الزرقاوي. وفي الوقت نفسه، اشارت الوثائق الاسبانية الى ان التونسي فخيت بدأ بالتحريض على "الجهاد" في مدريد منتصف 2003 ان لم يكن قبل ذلك. وبينت انه والمطلوب سعيد براج شاركا في اجتماع ل"القاعدة" في اسطنبول العام 2000، اضافة الى الشقيقين عكاشة. وافادت الوثائق ان براج على علاقة بالمعتقل لدى السلطات الاسبانية السوري باسل غليون الذي اكد شهود وجوده في مكان التفجيرات في مدريد في 11 آذار مارس الماضي. ونقلت مصادر إعلامية عن القاضي خوان دل اولمو قوله في قرار احتجاز السوري غليون، ان "تنفيذ عمليات تهريب بالمخدرات سمحت بإرساء علاقة ثقة خاصة بين بعض الاشخاص المشبوهين". وأضاف ان ذلك "سهل تمويل الجرائم والحصول على مواد متفجرة وصواعق في اطار هذه العلاقة الخاصة". وعُثر على اكثر من عشرين كيلوغراماً من الحشيشة والكوكايين أثناء دهم منزل المغربي الموقوف حميد حميدان. على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة الدنماركية أمس المغربي محمد موموه 38 عاماً بناء على طلب من السلطات في بلاده التي طالبت بتسلمه لانتمائه إلى "الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة" السلفية الجهادية المتورط بتفجيرات مدريدوالدار البيضاء. وفي لندن، انكبّ خبراء الكومبيوتر البريطانيون على مراجعة رسائل إلكترونية مرسلة عبر أحد مقاهي الانترنت في ويست ساسكس، في إطار سعي وكالات الاستخبارات إلى إيجاد رابط بين ثمانية مشتبه بتخطيطهم لاعتداءات إرهابية اعتقلوا أخيراً والكندي محمد مؤمن خواجة. واستمرت عمليات استجواب جهازي "أم آي 5" و"أم آي 6" للمعتقلين الشباب - سبعة منهم من أصول باكستانية - وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب في محاولة للحصول على هوية العقل المدبر لمخطط تفجيرات أُحبط، والذي يعتقد بأنه كان يحركهم من الخارج. وتقول الاستخبارات أن خواجة، مصمم برامج الكومبيوتر الباكستاني الاصل الذي اعتقل في أوتاوا الاثنين الماضي ومثل أمام القضاء مرتدياً سترة واقية من الرصاص، متورط في نشاطات إرهابية، خصوصاً أنه زار لندن بحجة لقاء عروسه المستقبلية.