أصيب أربعة عسكريين في الجيش المالي بجروح خلال اشتباك مسلح، الأسبوع الجاري، مع عناصر من مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" يقودها عمار صايفي المدعو "عبد الرزاق البارا"، وهو عسكري فار من الجيش الجزائري. ونقلت وكالة "فرانس براس"، أمس، عن مصادر متطابقة في العاصمة المالية باماكو تأكيدها أن الاشتباك المسلح وقع في مدينة تاساليت شمال شرقي محافظة كيدال التي تبعد حوالى 200 كلم عن الحدود مع الجزائر، عندما تعقبت قوة من الجيش المالي آثار موكب من السيارات عندما تعرضت لنيران أطلقها مسلحون. وبحسب مصادر متطابقة، أصيب أحد العسكريين بجروح بإطلاق نار بينما أصيب الآخرون بتطاير زجاج السيارات. ونقلت "فرانس براس" عن أعيان منطقة كيدال تأكيدهم أن ملاحقة المسلحين تمت بناء على معلومات وفرتها "دولة صديقة لمالي" يعتقد بأنها الجزائر من أجل التضييق على نشاط عناصر "الجماعة السلفية" في منطقة دول الساحل الإفريقي. ويقول رسميون في مالي إن عناصر "الجماعة السلفية" يتنقلون في استمرار. وتفيد معلومات في الجزائر أن الاتصالات التي أقامها عناصر الجماعة في الصحراء مع عناصر من مجموعات إسلامية مسلحة أخرى وعناصر شبكات التهريب ساعدتهم في تفادي عمليات التمشيط العسكري الذي يستهدفهم. وجاء الاشتباك بين قوات الجيش المالي وعناصر "الجماعة السلفية" بعد شهر ونصف شهر فقط على اشتباك عنيف في منطقة تبيست في التشاد، وأدى إلى مقتل 45 مسلحاً إسلاميا بينهم عشرة من "الجماعة السلفية" الجزائرية. وأكد تقرير حديث أعدته "فرقة التدخل" التابعة للشرطة الدولية "انتربول" أن منطقة دول الساحل الإفريقي التي تضم كلاً من الصحراء الجزائريةومالي والنيجر وموريتانيا أصبحت تشكل تهديدا جديا للأمن في العالم لكون هذه المنطقة أصبحت ملجأ الجماعات الإسلامية المتطرفة. واعترف مسؤولون عسكريون أميركيون أخيراً بأن الولاياتالمتحدة تتولى منذ شهور تدريب العسكريين في دول منطقة الساحل على مواجهة ظاهرة الإرهاب المتصاعد في المنطقة، لكنهم نفوا رغبتهم في إقامة قاعدة عسكرية في المنطقة لمكافحة الإرهاب.