وجهت السفارة الاميركية في الرياض أمس تحذيراً جديداً من تعرض مجمعات سكنية يقطنها غربيون لهجمات ارهابية، ودعت رعاياها في السعودية الى الاستمرار في توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات الامنية، وذلك بعد ايام من تحذير مماثل اصدرته السفارة البريطانية. وتوقعت مصادر أمنية سعودية ان يطلق عدد من المعتقلين السعوديين في غوانتانامو ضمن الذين قررت الولاياتالمتحدة الافراج عنهم وتسليمهم الى بلدانهم. وعلمت "الحياة" ان سبب التحذير الاميركي الجديد معلومات أمنية سعودية تؤكد ان عملية التفجير التي احبطت في أول أيام عيد الفطر 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي كانت تستهدف مجمع "السدر" السكني، شرق الرياض. وعثرت قوات الامن التي دهمت مزرعة كان الارهابيون يعدون فيها عمليتهم الجديدة، على خريطة للمجمع المذكور. وقال بيان نشرته السفارة الاميركية على موقعها على الانترنت انها "لا تزال قلقة ازاء الوضع الامني في السعودية خصوصاً في المجمعات السكنية في منطقة الرياض"، واضاف ان "معلومات حديثة تم التأكد منها تشير الى ان مجمع قرية السدر السكني في الرياض كان موضع مراقبة نشطة من جانب عناصر ارهابية وان مجمعات غربية اخرى في المملكة قد تكون مستهدفة ايضاً". ويقع مجمع السدر الذي يقطنه غربيون في حي اشبيلية، شرق العاصمة، ويضم ايضاً مجمعي شركتي "فينل" و"جداول" اللذين تعرضا للتفجير يوم 12 أيار مايو الماضي مع مجمع "الحمراء". وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية في الرياض انها تبلغت ايضاً المعلومات التي حصلت عليها سلطات الأمن السعودية بعد اجهاض العملية الارهابية التي كان يعد لها عدد من الملاحقين امنياً. وقال البيان الاميركي ان السفارة قامت ازاء هذا التهديد "بمنع موظفيها الاميركيين وعائلاتهم من زيارة المجمعات السكنية في منطقة الرياض بين السادسة مساء والسادسة صباحا سوى في حالات المهمات الرسمية"، وكررت الدعوة الى مواصلة الاجراءات الامنية الاحتياطية المعتادة. ويأتي التحذير الاميركي بعد ثلاثة ايام من تحذير بريطانيا رعاياها في المملكة البالغ عددهم 30 الفاً، من أن متطرفين قد يكونون في المرحلة الاخيرة من الاعداد لهجمات ارهابية قد تستهدفهم. من جهة ثانية، قال مؤسس تيار "الوسطية" الدكتور محسن العواجي ل"الحياة" ان اتصالات تجري تمهيداً لاستسلام عدد من المطلوبين الارهابيين الى السلطات السعودية بعد الدعوة التي وجهها وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز أواخر الشهر الماضي، وأكد فيها ان العقوبات ستخفف عن الذين يسلمون انفسهم. وتوقع ان يشهد الشهر الجاري اعلان مفاجآت كبيرة تفوق تلك التي شكلها تراجع الشيخين علي الخضير وناصر الفهد عن فتاواهما التكفيرية. الى ذلك، نفى مصدر سعودي رسمي صحة ما نشر منسوباً الى النائب في الكنيست الاسرائيلية مجلي وهبة عن وجود تنسيق بين المملكة واسرائيل في مجال مكافحة الارهاب. معتقلو غوانتانامو على صعيد آخر، توقعت مصادر سعودية ان يطلق سعوديون من معتقل غوانتانامو بين الذين قررت الولاياتالمتحدة تسليمهم الى بلدانهم. واكدت المصادر ان "المملكة لم تتوقف عن بذل جهودها من أجل استعادة مواطنيها الذين اعتقلوا خلال الحرب الأميركية على افغانستان ضمن اطار الحرب على الارهاب". واشارت الى انه في حال استلام أي من المعتقلين السعوديين ضمن الدفعة المفرج عنها سيخضعون حين وصولهم إلى اراضي المملكة إلى تحقيقات أمنية دقيقة قبل السماح لعائلاتهم بزيارتهم. وشددت على ان "المملكة لن تتخلى عن المعتقلين أو تتأخر في الوقوف إلى جانبهم في محنتهم، خصوصاً من ثبت عدم تورطه في الأعمال الارهابية أو الانتماء إلى تنظيم القاعدة". وكانت السعودية استلمت قبل حوالى ستة شهور خمسة سعوديين كانوا معتقلين في غوانتانامو ولا يزالون يخضعون للتحقيقات الأمنية. إلى ذلك، أكد المحامي الأميركي مارتن ماكماهان ل"الحياة" هاتفيا، ان القضية التي رفعتها "عائلات ضحايا 11 ايلول سبتمبر ضد رجل الأعمال السعودي صالح كامل في المحاكم الأميركية ستسقط عنه في الفترة القريبة المقبلة، نظراً إلى عدم استنادها إلى مبررات مقنعة أو اثباتات تبرر استمرارها في المحاكم". كما توقع اسقاط تهم مماثلة عن "هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية".