مع تصاعد الاستعدادات للحرب على العراق والمخاوف التي تنتاب الولاياتالمتحدة من احتمال تعرض رعاياها لأعمال انتقامية، سمحت وزارة الخارجية للموظفين "غير الاساسيين" في سفاراتها في سورية ولبنان والأردن وإسرائيل ولعائلات الديبلوماسيين بمغادرة هذه البلدان طوعاً. وهذا هو القرار الثاني من نوعه تتخذه واشنطن خلال ما يزيد قليلاً عن اسبوع، تمهيداً لتقليص تمثيلها الديبلوماسي في الشرق الاوسط. وقالت الخارجية الاميركية انها قررت السماح لبعض الديبلوماسيين في اسرائيل وسورية والاردن ولبنان بمغادرة مراكز عملهم. وحضت، في اطار سلسلة من "تحذيرات السفر" ايضاً المواطنين الاميركيين على النظر في مسألة مغادرتهم الدول الاربع، مشيرة الى "زيادة المخاوف الامنية" في كل منها. واكدت ان قرار عرض رحلات سفر مجانية الى الولاياتالمتحدة لاسر العاملين والموظفين غير الضروريين في السفارات والمعروف باسم قرار "مغادرة مصرح به" لا يعني ان حرباً مع العراق وشيكة او حتمية. غير ان واشنطن اتخذت خطوات مماثلة قبل حرب الخليج 1991. وصرح لويس فينتور الناطق باسم الخارجية بأن هذا القرار "يأتي نتيجة لتقويم شامل للوضع الامني في المنطقة في هذا الوقت، وتزايد المشاعر المعادية لاميركا في المنطقة، واحتمال حدوث اعمال عنف او ارهاب ضد اهداف اميركية خصوصاً مع استمرار تركيز المجتمع الدولي على قضية نزع الاسلحة العراقية". وأوضح أن "هذا لا يعني القول ان عملاً عسكرياً ضد العراق امر وشيك. قرار المغادرة المصرح بها ليس سوى اجراء احتياطي مع استعدادنا لاحتمالات مختلفة في المنطقة". وجاء في بيان للبعثات الاميركية في عواصم الدول الأربع ان "وزارة الخارجية الاميركية بمغادرة افراد عائلات موظفيها غير الاساسيين في بعثاتها الديبلوماسية في بيروت وعمان ودمشق والقدس وتل ابيب". وقالت: "ان السماح بالمغادرة ليس جلاء اجبارياً. ولا يعني أن السفارات والقنصليات ... ستغلق أوبوابها. انه خيار بالسماح لافراد عائلات الديبلوماسيين بالمغادرة اذا ارادوا هم انفسهم ذلك، والسماح بالمغادرة يكون نافذاً لمدة ثلاثين يوماً ويخضع للمراجعة المستمرة". ووصف البيان القرار بانه "اجراء احترازي بينما نستعد لحوادث غير متوقعة وطارئة في المنطقة". وكانت وزارة الخارجية دعت الجمعة رعاياها المقيمين او المسافرين الى سورية ولبنان والاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية الى توخي الحذر، وسمحت بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الاساسيين ولعائلات الديبلوماسيين في هذه المناطق "الواقعة في مرمى صواريخ سكود العراقية"، على حد تعبير مسؤول اميركي. وكذلك كانت أعلنت في الثلاثين من الشهر الفائت "مغادرة مصرحاً بها" لديبلوماسيين واسرهم في السعودية والكويت. ونشرت بياناً الخميس حذرت فيه رعاياها اينما وجدوا في العالم من وجود "تهديد مرتفع" بوقوع اعتداءات ارهابية تستخدم فيها خصوصا اسلحة كيميائية وبيولوجية.