استبعد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز "انتفاضة أو حرباً أهلية" في مدينة الفلوجة العراقية حيث ازدادت أمس احتمالات انهيار الهدنة بين قوات "التحالف" والمقاتلين العراقيين، بعد قصف مدفعي، في حين رجح "الائتلاف" وجود "أبي مصعب الزرقاوي" في المدينة. وأعلن مايرز في المنامة ان لدى واشنطن "أدلة كثيرة على تدخل سورية وايران في الشؤون العراقية"، مكرراً ان "سورية ما زالت تحتضن مكاتب لمنظمات ارهابية، ويأتي منها عدد من المقاتلين الأجانب الذين يتسللون الى العراق". وكان قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جون أبي زيد طلب من البنتاغون ارسال حوالى عشرة آلاف عسكري الى العراق، بعد المواجهات الدموية في الفلوجة ومع أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدن الجنوب. وفي حين دعا الأخير "جيش المهدي" الى مواصلة القتال في حال قتله، وحض على "تحرير النجف لتكون عاصمة للمرجعية" الشيعية، أفيد عن حشود أميركية حول كربلاء والنجف التي اعتبرتها المرجعية الشيعية العليا المتمثلة بآية الله علي السيستاني، "خطاً أحمر" يُمنع تجاوزه راجع ص 2 و3 و4. واطلق الأميركيون مدير مكتب الصدر في بغداد حازم الأعرجي، بعد توقيفه لساعات، فيما اتهم أحد مساعدي الزعيم الشيعي ادارة الاحتلال ب"تجنيد شيعة لاغتياله". اما "جبهة الرهائن" فشهدت أمس عملية خطف خلالها أربعة ايطاليين، كما خطف الصحافي الذي يعمل في التلفزيون الفرنسي الكسندر جوردانوف بعد اطلاق تسعة من الروس، ورهائن صينيين، وباشرت دول إعداد خطط لسحب رعاياها من العراق. في غضون ذلك، رجح "التحالف" ان يكون مسؤول عمليات تنظيم "القاعدة" في العراق "ابو مصعب الزرقاوي" موجوداً في مدينة الفلوجة المحاصرة، وكان مصدر كردي كشف ل"الحياة" أن الاستخبارات المركزية الأميركية واثقة بأن الزرقاوي في المدينة. وأشار الى أن "اقتحامها يعد قضية حيوية لتدمير العناصر الإرهابية الآتية من الخارج والمسؤولة عن زعزعة الوضع الأمني". وتابع ان "الأميركيين يعتبرون اقتحام الفلوجة فرصة لن تعوض لطي صفحة الإرهاب في العراق". ورغم استمرار المفاوضات بين وجهاء الفلوجة واعضاء في مجلس الحكم، ازدادت امس احتمالات انهيار الهدنة في الفلوجة، بعدما قصف الطيران الاميركي منطقة الكرمة المتاخمة للمدينة اثر مقتل احد عناصر "المارينز" وجرح آخرين في هجوم على أحد مقرات القوات الاميركية، وبعدما اسقط المقاتلون مروحية لنقل الجنود وجرحوا ثلاثة من افراد طاقمها، ثم كمنوا للقوة التي جاءت لتفقدها فقتلوا احد عناصرها وجرحوا سبعة آخرين. وأكد فؤاد الراوي عضو المكتب السياسي للحزب الإسلامي العراقي، الوسيط في مفاوضات الفلوجة ل"الحياة" أن "الهدف الاستراتيجي للقيادة الأميركية هو اقتحام المدينة وتدمير جماعات المقاومة كلياً". وعلمت "الحياة" أن المقاومين في الفلوجة اقترحوا على الحزب أن يتولى إدارتها في حال انسحاب قوات الاحتلال الأميركي منها. وأبدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان، قلقها من الحملة الاميركية على الفلوجة، وشددت على الحاجة الى فتح تحقيق فوري، علماً أن الراوي أكد مقتل 160 امرأة و141 طفلاً في المدينة منذ بدء الحملة العسكرية. واشنطن وفي واشنطن أكد مسؤولون في البيت الأبيض أمس ان الرئيس جورج بوش سيسعى في مؤتمر صحافي الى طمأنة الشعب الأميركي الى أن الوضع الأمني في العراق ما زال تحت السيطرة، وأن نقل السيادة الى حكومة عراقية سيتم بحسب الموعد المحدد نهاية حزيران يونيو. كما سيستغل مؤتمره الصحافي للاجابة عن تساؤلات تتعلق بالمذكرة السرية التي تلقاها في السادس من آب اغسطس 2001 تحت عنوان "اسامة بن لادن يعتزم مهاجمة الولاياتالمتحدة على أرضها"، والتي أثارت جدلاً متواصلاً حول تقصير ادارة بوش في اتخاذ اجراءات احترازية لاحباط اعتداءات 11 أيلول. في نيويورك، استبعد الأمين العام للأمم المتحدة وجوداً واسعاً للمنظمة الدولية في العراق قريباً، لكنه أكد انها تجري محادثات مع حكومات حول كيفية تأمين الحماية للموظفين الدوليين، عبر قوات دولية. وأعلن ان "تدهور الوضع الأمني واندلاع العنف، زادا صعوبات مهمة الفريق الصغير الذي يرأسه السفير الاخضر الابراهيمي في العراق". وتابع: "الناحية الأمنية ستبقى مصدراً رئيسياً يقيدنا في هذه المرحلة، وبالتالي لا يمكنني القول انني سأرسل فريقاً كبيراً". وسئل عن استعداد الدول للمساهمة بقوات فقال: "الجميع يراقب التطورات والتدهور الذي شهدناه لا يشجع الحكومات على الذهاب الى هناك. لكنها تدرك ان من مصلحتنا الجماعية بذل كل جهد لخفض العنف ولضمان وجود عراق آمن". وفيما اشار الى تمسك العراقيين بتاريخ 30 حزيران يونيو موعداً "لإنهاء الاحتلال"، وقال ان من الصعب التراجع عن ذلك الموعد، نبه الى اهمية السيطرة على الوضع "لأن نوع العنف الذي نشهده ليس مواتياً لذلك النوع من العملية السياسية والانتقالية"، وطالب بإطلاق الذين خطفوا في العراق، مشيراً الى اساءة معاملتهم. ومع ازدياد الكلام على احتمال تعيين السفير الاميركي لدى الأممالمتحدة، جون نغروبونتي، سفيراً لدى العراق بدلاً من بول بريمر، قال انان انه سمع "الاشاعات" لكنه اشاد بكفاءة نغروبونتي. وكان المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية جون كيري دعا الى استبدال بريمر بمستشار الأممالمتحدة السفير الاخضر الابراهيمي.