يصل ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي الى الصين اليوم، في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، تطغى عليها قضية تايوان والخلافات حول حقوق الانسان والتجارة الثنائية. ويتزامن ذلك مع الزيارة الاولى لرئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي لبكين وشانغهاي. ويستقبل برودي كل من الرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو. لكن وجود تشيني قد يحجب زيارته. وأعلن جيل غيهو مدير مركز البحوث حول الصين المعاصرة ومقره في هونغ كونغ ان "البعد السياسي لزيارة برودي سيكون اقل بكثير من زيارة ديك تشيني. ان الشريك الاساس للسلطات الصينية هو الولاياتالمتحدة". وأضاف ان "القضية المهمة الوحيدة التي سيبحث فيها الأوروبيون والصينيون هي رفع الحظر على بيع الاسلحة" الى الصين. وتطرقت الحكومة الصينية منذ الاسبوع الماضي الى زيارة تشيني التي كانت مقررة قبل سنة، لكنها ارجئت بسبب الحرب على العراق واندلاع وباء الالتهاب الرئوي الحاد. واعتبر هي يافيي مدير قسم اميركا الشمالية وأوقيانيا في وزارة الخارجية الصينية ان "قضية تايوان هي الاهم والاكثر حساسية في العلاقات الصينية - الاميركية لأنها تخص سيادة الاراضي الصينية وشعور بليون و300 مليون نسمة" من سكان الجزيرة. ومنذ اعادة انتخاب الرئيس التايواني صاحب النزعة الاستقلالية تشين شوي - بيان الشهر الماضي، تسعى بكين الى التأكد من ان الولاياتالمتحدة مستمرة في معارضة اي تغيير في وضع الجزيرة المفصولة سياسياً عن الصين منذ 55 عاماً والتي تطمح بكين الى اعادة ضمها الى البر الصيني من دون استثناء اللجوء الى القوة. وستشدد الحكومة الصينية في شكل خاص على قضية بيع الاسلحة الاميركية لتايوان، في حين جددت واشنطن اخيراً التزامها الدفاع عن الجزيرة في مواجهة كل عدوان خارجي، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للمعاهدة التي ابرمتها الولاياتالمتحدة مع تايوان. وقال كونغ كوان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية: "نعارض بقوة كل صفقة بيع اسلحة حديثة الى تايوان. ان هذه الصفقات لا تنتهك الالتزامات التي قطعها الطرف الاميركي مراراً في هذا المجال فحسب، بل تعرض الاستقرار في مضيق فورموزا الى الزعزعة". ويتوقع ان تجدد بكين امام تشيني احتجاجها على قرار واشنطن ادانة الصين امام لجنة حقوق الانسان في الاممالمتحدة. وبعدما ابدى ثقته في التوصل الى افشال مشروع القرار الاميركي كالعادة، اكد هي يافيي ان "هذا النوع من الاقتراحات لن يأتي بنتيجة"، مضيفاً ان "قضية حقوق الانسان في آخر المطاف، قضية تخص الشعوب بنفسها". كذلك يتم البحث في الخلافات التجارية بين البلدين، في حين رفعت الولاياتالمتحدة للمرة الاولى في آذار مارس الماضي شكوى ضد بكين لدى منظمة التجارة العالمية، في وقت يشكل العجز التجاري مع الصين احد محاور الحملة الرئاسية الاميركية. تايوان والأسلحة الأميركية وفي غضون ذلك، نشرت صحيفة "يونايتد ديلي نيوز" الصادرة في تايبه امس، ان الجيش التايواني رصد موازنة قيمتها 500 بليون دولار تايواني 14.7 بليون دولار أميركي لشراء غواصات وطائرات مضادة للغواصات وأنظمة دفاع صاروخي من الولاياتالمتحدة. ومن المقرر أن تعرض الموازنة على البرلمان قبل أن يوافق عليها مجلس الوزراء. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش وافق على بيع أسلحة الى تايوان عام 2001. وكانت تايوان متباطئة في شأن صفقة الاسلحة بسبب قلة الموازنة العسكرية، غير ان الولاياتالمتحدة كانت تحضها على الاسراع في عقد الصفقة لتعزز قدراتها في مواجهة التحديث في الجيش الصيني.