تميز معرض أبو ظبي الدولي الرابع عشر للكتاب، اضافة الى الجديد في مجال النشر وجديد المجمع الثقافي الذي ينظمه، بغياب الرقابة على الكتاب ومجمل العمل الثقافي فيه. وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة في دولة الإمارات افتتح المعرض في المجمع الثقافي في أبو ظبي، في حضور محمد أحمد السويدي الأمين العام للمجمع والدكتور غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق وسفراء الدول العربية والأجنبية وعدد كبير من الناشرين، ومسؤولي الثقافة في الإمارات والعالم العربي. وأكد صقر غباش وكيل وزارة الإعلام والثقافة في الإمارات انه "لم يمنع أي كتاب قدمه الناشرون لهذا المعرض"... وقال في لقاء مع "الحياة" ان "الرقابة على الكتابة والثقافة والإعلام عموماً انتهت في الإمارات منذ سنوات"، وأضاف: "ان مشكلتنا الآن مع من يطلبون منا من الخارج، فرض رقابة على بعض الكتب والأعمال"، مؤكداً ان الرد الذي كانوا يحصلون عليه هو الرفض. الرقابة على الكتاب الديني وعن سؤال ما اذا كان الطلب في شأن الرقابة طاول بعض الكتب الدينية في اطار الحملة على "الإرهاب"، أكد ان "أحداً لم يطلب من الوزارة ذلك، وأن وزير الإعلام والثقافة جاد في رفض أي طلب من هذا النوع في اطار الحرية الثقافية والاعلامية التي تعيشها الإمارات". وأكد غباش ان "قوة العمل الثقافي في الإمارات نابعة من نقد وتنوع المبادرات الثقافية والدوائر الفاصلة في هذا المجال وعدم احتكارها في هيئة موحدة تحد من انطلاقاتها الى ميادين واسعة ومتعددة". مجلس أعلى للثقافة وقال غباش إن الوزارة "تلعب دور الداعم والراعي لأي عمل أو فكرة ثقافية وفنية وإعلامية وتباركها". ورأى ان قيام مجلس أعلى للثقافة في الإمارات "سيكون دائماً فكرة مهمة الى أن تتهيأ الظروف لإنشائه ليربط بين مختلف الدوائر والجهات التي ترعى العمل الثقافي الإماراتي". ويأتي في طليعة هذه الدوائر المجمع الثقافي في أبو ظبي الذي أنشئ عام 1984، ويشكل معرض أبو ظبي الدولي الرابع عشر للكتاب أحدث أنشطته. الترجمة للعربية وأعلن الأمين العام للمجمع، احمد السويدي عن مشروع جديد لرعاية حركة الترجمة في الوطن العربي من الملفات الأجنبية الحية الى العربية... وقال ان "العالم العربي يشكو من شح الترجمة، إذ ان كل ألف عربي يحصلون فقط على أربع كتب سنوياً في مقابل 500 كتاب في هنغاريا مثلاً وألف كتاب في اسبانيا". ولفت الى أن "ما ترجم إلى العربية منذ عهد الخليفة العباسي المأمون حتى الوقت الراهن لا يساوي حجم الكتب التي نشرت في اسبانيا عام 2002". وقال ان "التجربة التي تبناها المجمع الثقافي في مجال الترجمة تقوم على أسس ثلاثة وهي: تكريم المجمع هذا العام الدكتور ثروت عكاشة باعتباره رائد الترجمة في الثقافة العربية المعاصرة، والاحتفال العام المقبل باطلاق جائزة للترجمة العربية، واقتناء المجمع عدداً من الكتب التي أنجزها الفائز بهذه الجائزة، وتأسيس مكتبة لكل رمز من رموز الترجمة في العالم العربي". وأضاف ان هذه التجربة "تشمل أيضاً اقتناء 10 أعمال وبمعدل 250 نسخة من كل عمل مترجم، تمثل في مجموعها أهم الترجمات هذا العام من الترجمات المعروضة في الدورة 14 لمعرض أبو ظبي للكتابة". معرض فرانكفورت وسألت "الحياة" السويدي عن الاستعداد العربي للإفادة من الفرصة التي منحها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب العربي باعتباره ضيف الشرف هذا العام، فقال ان "معرض فرانكفورت ربما داهم العالم العربي الذي يعيش أزمة حقيقية في أكثر من ميدان، وهذه الأزمة جرت معها المشروع الثقافي العربي ليعيش أزمة مماثلة". ولفت الى أن "حجم الاستعداد للمشاركة العربية في فرانكفورت وما رصد لها من مبالغ لا تبعث على الرضا"، وأكد ان المجمع الثقافي سينتهز فرصة عقد هذه الدورة لمعرض الكتاب والحضور العربي الكبير فيه لبحث وجهة النظر العربية حول الترتيبات التي تمت حتى الآن في شأن المشاركة العربية في فرانكفورت. معرض أبو ظبي والجدير بالذكر ان الدورة الرابعة عشرة لمعرض أبو ظبي للكتاب تستمر حتى الرابع عشر من الشهر الجاري. وأكد السويدي انتظام المعرض وعقده سنوياً، وقال انه "يندرج في سياق رؤيتنا العامة للحال الثقافية العربية، فنحن نؤمن بأهمية العمل بجد لإعلاء شأن الثقافة، ونعتبر ذلك الطريقة الأفضل والسبيل الأقصر للقضاء على ما يسود العالم العربي من فوضى". وأضاف السويدي "ان تقوية الوشائج الثقافية هي المدخل الصحيح لإزاحة العوائق التي تقف أمام سيادة لغة عالمية أساسها السلام والتطور والتقدم"، مؤكداً ان "الحوار هو المنطق المستحب الذي يزيل بذور العنف والحرب". 300 ألف عنوان وأكد ان هذه الدورة التي تستضيف 200 ألف عنوان عربي و100 ألف عنوان أجنبي بمشاركة 500 دار نشر "تدل على مدى ما تعطيه الإمارات من اهتمام في الشأن الثقافي وفي مقدمته الكتاب كحلقة رئيسة مؤثرة في هذا الشأن، بينما تجرى الترتيبات ليكون العالم العربي ضيفاً على معرض فرانكفورت في دورته ال 56 المقررة في تشرين الأول اكتوبر المقبل". وقال: "إن صناعة الكتاب تحتاج الى متابعة يومية، وتميز نوعي يخدم الثقافة العربية عموماً ويهيئ المناخ الضروري لتواصل انساني عميق". ويرافق المعرض نشاط ثقافي وفني من أبرز فقراته محاضرة للدكتور غسان سلامة حول "الاصلاح بين الفرض والرفض"، اضافة الى محاضرات وأمسيات شعرية وحفلات موسيقية وسهرات مسرحية وحفلات توقيع اصدارات جديدة وغيرها من النشاطات الموجهة للأطفال.