سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بن فليس لم ينل سوى 7 في المئة ويرفض الاعتراف ب"النتائج المزورة"... والمرشح الإسلامي جاب الله في المرتبة الثالثة . بوتفليقة يحقق فوزاً ساحقاً على منافسيه وينال 83 في المئة من أصوات الناخبين
حقق الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة فوزاً ساحقاً على منافسيه الخمسة في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت الخميس، وفاز بأكثر من 83 في المئة من مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، وهي نسبة أعلى بكثير مما كان متوقعاً. لكن هذ الفوز الكبير أثار غضب منافسيه الذين هددوا بعدم الاعتراف بشرعية انتخابه. أعلن وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس بنسبة 83.49 في المئة من الأصوات في الاستحقاق الذي شارك 59.26 في المئة من الهيئة الناخبة. وقال زرهوني في مؤتمر صحافي في المركز الدولي للصحافة في العاصمة، أمس، ان نتائج الاقتراع أكدت تمسك الجزائريين ب"المبادئ الديموقراطية والجمهورية"، مشيراً إلى أن الجزائر بلغت "درجة اللارجوع في ترسيخ الديموقراطية وبنائها". وأعلن أن بوتفليقة فاز بما يزيد على 4،8 مليون صوت من مجموعة المشاركين في الانتخابات الذين قرر عددهم بعشرة ملايين ناخب. وجاء منافسه الأساسي علي بن فليس في المرتبة الثانية بنسبة 7.93 في المئة من الأصوات التي قدرها ب854608 أصوات. وجاء بعده المرشح الإسلامي عبدالله جاب الله في المرتبة الثالثة بنسبة 4.84 في المئة، واحتل المرشح سعيد سعدي المرتبة الخامسة ب1.93 في المئة، تليه لويزة حنون ب16،1 في المئة، وفي الأخير علي فوزي رباعين ب64،0 في المئة. ورفض بن فليس النتائج التي أعلنها وزير الداخلية. وقال: "أنا لا أعترف بهذه النتائج المبنية على التزوير المعمم". وأشار في تصريح وزعته وكالة "فرانس برس"، أمس، الى أن زعيم كوريا الشمالية كيم إيل سونغ "لم يكن في مقدوره أن يحقق أحسن من هذه النتيجة". أما المرشح سعدي فوصف النتيجة بأنها "مفضوحة". وقال ل"فرانس برس": "إنها لا تبشر بالخير، وتبنئ باللامبالاة التي ستعرفها البلاد". وأضاف إن رئيس الجمهورية المنتخب "يريد أن يخلد في الحكم". زرهوني ومزاعم التزوير ورد وزير الداخلية الجزائري على الشكوك التي أثارها المرشحون حول شرعية الانتخابات وتزوير النتائج، فقال إن عمليات الاقتراع تمت بمشاركة 15440 مراقباً يمثلون المرشحين الستة في مراكز التصويت، بينما بلغ عددهم في مكاتب الاقتراع 59446 شخصاً، علماً أن القانون يتيح لممثلي خمسة مرشحين الحضور في مكاتب الاقتراع بواسطة القرعة. وعرض زرهوني أرقاماً تقنية حول البطاقة الانتخابية. وقال ان الهيئة الناخبة التي كان مقرراً أن تتوجه الى صناديق الاقتراع هي 094،18 مليون ناخب توجه 10 ملايين منهم فقط إلى مكاتب الإقتراع. وأُلغيت 328 ألف ورقة تصويت، بينما سُجّلت 200 ألف ورقة تصويت من مجموع 800 ألف عنصر تابع لأسلاك الأمن والجيش التي لم يعد يحق لأفرادها التصويت في "مراكز خاصة" في الثكنات. ورأى الوزير ان النسبة العالية التي حصل عليها الرئيس بوتفليقة تعود الى ثلاثة عناصر أساسية هي نجاح "التحالف الرئاسي" يضم "التجمع الوطني الديموقراطي" وحركة "حمس" و"الحركة التصحيحة" في جبهة التحرير الوطني في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة واكتساحه غالبية المقاعد، ونجاح الرئيس بوتفليقة في جمع 2،1 مليون استمارة توقيع لدعم ترشحه للرئاسة، وأخيراً نجاح مؤيديه في عقد 2500 تجمع في مختلف الولايات مما مكنهم من مخاطبة 1.5 مليون ناخب جزائري. واعترف زرهوني بأن الانتخابات في منطقة القبائل لم تجر في الشكل الذي كانت ترغب فيه الحكومة. وأدرج نداء المقاطعة الذي وجّّهته حركة العروش أو "بعض الإقصائيين"، كما فضّل تسميتهم، على رأس المتاعب التي حالت دون انعقاد الانتخابات في ثلاث ولايات من منطقة القبائل. فقد حالت حركة العروش البربرية دون تمكن 150 ألف ناخب من المشاركة في هذه الاستحقاقات في ولاية بجاية 300 كلم شرق العاصمة بعدما عجزت مكاتب التصويت عن فتح أبوابها بسبب تهديدات العروش، وعجز 80 ألفاً عن التوجه إلى مكاتب التصويت في ولاية تيزي وزو 110 كلم شرق العاصمة، بينما قدّر عددهم في ولاية البويرة 120 كلم شرق بنحو 10 آلاف ناخب. توتر في العاصمة وشهدت الجزائر العاصمة، مساء الخميس، حال تشنج بعد لجوء المرشحين الثلاثة علي بن فليس وسعيد سعدي وعبدالله جاب الله إلى محاولة عقد تجمع احتجاجي وتدخلت قوات مكافحة الشعب لمنعه واعتقلت عدداً من المشاركين. ونشرت قوات الأمن، أمس، عدداً كبيراً من عربات التدخل السريع مدعومة بشاحنات تحمل خراطيم مياه وعربات مخصصة لنزع المتاريس. وفي حين انطلقت مواكب السيارات المؤيدة للرئيس بوتفليقة للتعبير عن بهجتها لانتصاره بولاية رئاسية ثانية وأطلقت منبهاتها فرحاً، عاشت مداومات أبرز منافسيه حال "ذهول وصدمة" خصوصاً بعد إعلان زرهوني نتائج الاقتراع.