فرقت قوات حفظ النظام في دمشق أمس اعتصاماً دعت اليه "لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان" لمناسبة تسلم حزب البعث الحكم في سورية، فيما احيت السلطات الرسمية الذكرى ال41 ل"ثورة آذار المجيدة" التي اوصلت الحزب الى السلطة في 8 آذار مارس العام 1963. وخصصت الصحف الرسمية مساحات واسعة للحديث عن "منجزات الثورة". كما اقامت قيادة "البعث" حفلة استقبال في قصر "ايبلا الشام" قرب دمشق. وتردد ان قوات حفظ النظام أوقفت عدداً من الناشطين في مجال حقوق الانسان أمام مبنى البرلمان السوري بينهم الناطق باسم "اللجان" اكثم نعيسة والكاتب الصحافي ياسين حاج صالح وسعيد البرغوثي، ومنعت آخرين من رفع لافتات سياسية. وقال مصدر اعلامي مطلع ل"الحياة": "ليس هناك قرار باعتقال أي شخص". وتأكد مساء أن السلطات اطلقت جميع الموقوفين. وفي اطار تفريق الاعتصام اوقفت عناصر حفظ النظام لفترة قصيرة مراسلي صحيفة "نيويورك تايمز" و"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي وديبلوماسياً اجنبياً قبل ان يطلقوا بعد قليل. وتساءل المصدر المطلع ذاته: "ماذا يفعل الديبلوماسي هناك؟". وكان نعيسة قال أول من أمس ان جهات رسمية "نصحته" بعدم تنظيم الاحتجاج لأنه "يخدم المشاريع الأميركية في وقت تزداد الضغوط على سورية"، علماً أن مسؤولين اميركيين أعلنوا أخيراً نية الرئيس جورج بوش اختيار "عقوبات مؤلمة" على دمشق من بين الاقتراحات الواردة في "قانون محاسبة سورية واستعادة سيادة لبنان". وكانت "لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان" جمعت نحو ستة آلاف توقيع على عريضة تطالب برفع حال الطوارئ والاحكام العرفية التي أعلنت بعد تسلم حزب البعث الحكم. وأوضح المصدر المطلع امس ان "قانون الطوارئ لايستخدم الا في حالات تمس امن البلاد". كما ان وزير الاعلام احمد الحسن قال ل"الحياة" قبل ايام ان قانون الطوارئ المعلن في سورية بسبب وجود الجولان السوري تحت الاحتلال الاسرائيلي "لا يستخدم الا في حالات نادرة جداً جداً". فيما اوضح ل"الحياة" رئيس تحرير صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم مهدي دخل الله ان "الوضع في المنطقة ازداد استثنائية" بعد احتلال العراق. يشار الى ان المادة الثامنة من الدستور السوري للعام 1973 تنص على ان "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في الدولة والمجتمع". من جهة اخرى، نقلت "وكالة فرانس برس" عن بيان ل"جمعية حقوق الانسان في سورية" ان ثلاثين شخصاً، بينهم نعيسة اوقفوا. ونسبت الوكالة الى البيان ان "قوات الأمن قامت باعتقال عدد من نشطاء حقوق الانسان في سورية، بالاضافة الى عدد من المواطنين حيث اعتصم نحو مئة شخص امام مجلس الشعب السوري بدعوة من لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان في سورية... نطالب بالافراج الفوري عنهم الموقوفين والكف عن هذه الممارسات الامنية والانتهاكات السافرة لحقوق الانسان في سورية". وأشارت الوكالة الى توقيف مصور مصري مع الصحافيين العاملين في "بي بي سي" و"نيويورك تايمز"، مؤكدة ان هؤلاء "اطلقوا بعد ساعة وعوملوا معاملة لائقة".