اطلقت السلطات السورية امس، ناشطين شاركوا في اعتصام امام مجلس الشعب احتجاجاً على قانون الطوارئ الذي يسمح للاجهزة الامنية باعتقال المواطنين من دون توجيه اتهامات. ومن بين الذين اعتقلوا امام البرلمان اول من امس ديبلوماسي اميركي وثلاثة صحافيين كانوا يراقبون ما يجري. وقال ناطق باسم السفارة ان السفيرة الاميركية لدى دمشق مارغريت سكوبي احتجت بشدة لدى الحكومة على اعتقال الديبلوماسي الاميركي لمدة ساعة. واكد الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان على "السوريين ان يشرحوا لماذا اعتقل الديبلوماسي"، مشيراً الى ان الاخير كان "يراقب مع الصحافيين الاعتصام" أمام البرلمان السوري. وكرر مزاعم بلاده ان دمشق لم تقم بما يكفي في ما يتعلق بالتخلص من اسلحة الدمار الشامل، نافياً علمه بموعد فرض عقوبات عليها. وقال ناشطون سوريون انهم يأملون في ألا يعني ما وقع اول من امس، ان الحكومة تعارض الاصلاح السياسي. وصرح أنور البني: "نأمل في ألا تكون هناك رسالة ضمنية بعدم السماح للمحتجين بعقد اجتماعهم". وتجمع المحتجون في الذكرى السنوية ال41 لتولي حزب البعث السلطة في البلاد. وكان الحزب فرض قانون الطوارئ الذي يُحد من الحريات السياسية. في غضون ذلك، اكد رئيس "لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان" في سورية المحامي أكثم نعيسة أنه سيقدم إلى مكتب الرئيس السوري بشار الاسد في 17 من الشهر الجاري، عريضة روج لها مطلع العام الجاري، تدعو الى إلغاء حال الطوارئ في البلاد وتطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واسعة. وقال نعيسة في حديث الى الصحافيين ان عدد الموقعين على العريضة وصل إلى سبعة آلاف شخص وأن اللجان ستشكل لجنة من 10 أو 15 شخصاً ليسلموا العريضة إلى مكتب الرئيس. وانتقد نعيسة ممارسات الشرطة اثناء الاعتصام اول من امس، ووصفها بأنها "عمل أحمق وغريب تماماً". وأشار إلى أنه اعتقل لمدة خمس ساعات مع نحو 104 أشخاص من بينهم ست ناشطات في مجال حقوق الانسان. وأكد أن الاعتصام أحرج السلطات السورية "التي بدت عاجزة" عن تلبية مطالب اللجان والشعب السوري، مضيفاً أن الاعتصام قدم وبكل وضوح رسالة الى الشارع السوري والرأي العام العالمي بأن التطوير والاصلاح أصبحا مطلبين ضروريين". وأشار إلى أن الاعتصام هو الاول من نوعه منذ عقود، مستغرباً في الوقت ذاته "حال الهلع التي أصابت الحكومة السورية".