قال صالح كدو عضو المكتب السياسي ل"الحزب الديموقراطي التقدمي" الكردي في سورية ان قادة 11 حزبا كرديا غير مرخص لها اتفقوا خلال لقاء موسع امس على "عدم احتفال الاكراد بعيد نيروز في الاماكن العامة بسبب الاجواء المتوترة". ويحتفل بال"نيروز"، او عيد الربيع، الاحد المقبل، علماً ان السلطات قررت قبل رحيل الرئيس حافظ الاسد اعتباره يوم عطلة باعتباره "عيد الأم". راجع ص 4 وكانت اللجنة الامنية التي تضم رئيس ادارة الاستخبارات العامة اللواء هشام اختيار ومعاون رئيس شعبة الامن السياسي اللواء محمد منصورة ومعاون وزير الداخلية صقر خير بيك وقائد حرس الحدود اللواء محمد صالح اجتمعت مرات عدة مع قياديين وشخصيات كردية في شكل جماعي وانفرادي. وقال كدو في اتصال مع "الحياة" من القامشلي ان اللجنة "تعلم اننا اجتمعنا وقررنا العمل على تحاشي التجمعات الكبيرة وان تحتفل الناس في بيوتها بسبب الحساسيات والاجواء المتوترة". وقالت مصادر اخرى ان "المدارس لا تزال مغلقة في عدد من مدن شمال شرقي وشمال البلاد للحيلولة دون احتكاك الطلاب بعد الاحداث الى حين هدوء النفوس"، مشيرة الى ان "المحلات التجارية عادت الى العمل بنسبة 80 في المئة". وقال كدو: "كرسنا الاجتماع لمناقشة الحدث الذي حصل في الايام الاخيرة"، بعد أحداث الشغب في مباراة فريقي "الفتوة" من دير الزور و"الجهاد" من الحسكة على ملعب القامشلي، لافتا الى ان هذه الاحداث أدت الى سقوط 31 قتيلا و160 جريحا في القامشلي والمالكية والحسكة ورأس العين في شمال شرقي البلاد، اضافة الى مدينتي حلب وعفرين قرب الحدود السورية - التركية. وقال مسؤول في حلب، في اتصال هاتفي مع "الحياة": "ان شيئا لم يحصل" في حي الاشرفية والشيخ مقصود في المدينة، بعدما تردد ان ستة قتلوا في مواجهات حصلت في اليومين الاخيرين، لافتا الى ان "حظر التجول رفع" امس في مدن شهدت احتجاجات. وأوضح كدو: "حصلت مشاكل بسيطة خلال تشييع قتلى في عفرين وحصل بعض الضرب لتفريق الناس". وكرر الناطق باسم "لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان" اكثم نعيسة تأكيد "وحدة الوطن والشعب وتمتين اللحمة الوطنية بين جميع أبناء سورية وبذل كافة الجهود لتفويت الفرصة على أعداء الوطن ومن يسعى الى تخريبه او الاساءة اليه". وكان نعيسة أحد منظمي الاعتصام في 8 اذار مارس الماضي امام البرلمان لمناسبة ذكرى تسلم حزب البعث الحكم في دمشق. ونقل امس عن رئيس البرلمان السوري السيد محمود الأبرش ان "نصف الذين تظاهروا" للمطالبة برفع قانون الطوارئ "كانوا من العاملين في السفارات الاجنبية في دمشق". وفي بغداد، حمّل وزير البيئة العراقي عبدالرحمن الصديق كريم، عضو مجلس قيادة "الحزب الكردستاني الاسلامي"، "أنصار البعث العراقي والغوغاء الموجودين على أرض سورية" مسؤولية أحداث القامشلي. وقال ل"الحياة" ان "الأحداث التي جرت في سورية سببها احتقان قديم"، معتبراً ان "القشة التي قصمت ظهر البعير كانت التوقيت، اذ تزامنت الأحداث مع توقيع قانون الإدارة الانتقالية وحصول الأكراد العراقيين على حقوق الفيديرالية". و"ان ما حصل في سورية حصل مثله في تركيا وايران". وناشد "الحكومة السورية وسورية الجارة الأبدية لكي تنفتح على الأكراد في سورية وان تستمع الى مشاكلهم". وأضاف ان "الوضع الكردي في العراق كان دائماً يؤثر على الأكراد في بقية البلدان المجاورة"، داعياً "القيادات والتيارات الكردية في بلدان الجوار الى حل مشكلاتها مع عواصم بلدانها". وأضاف: "نحن كأكراد عراقيين نطالب الأكراد السوريين ان يتصرفوا بهذه الكيفية وألا يسمحوا بأي تدخل خارجي. كما اننا نرجو ان تقوم الدولة السورية بالاصلاح من الداخل". وشدد على ان "القيادات الكردية العراقية تتعامل مع ما حدث على انه شأن داخلي سوري وان المطلوب من الأكراد في سورية ان يكونوا اكراداً سوريين لا أكثر، كما ان الأكراد في العراق أكراد عراقيون".