أكد عقيل الطائي، مدير "الجمعية الوطنية" في "حزب المؤتمر الوطني العراقي"، بزعامة احمد الجلبي، ل"الحياة" أن حزبه حصل على أعداد هائلة من التقارير والملفات السرية عن أسلحة الدمار الشامل التي كان يملكها نظام صدام حسين بعد سقوط بغداد في نيسان أبريل الماضي. ومعروف ان جهات أميركية وبريطانية تتهم الجلبي بتزويد الاستخبارات في البلدين وثائق ثبت عدم صحتها، وتذهب هذه الجهات أبعد من ذلك فتتهم الجلبي بأنه ورط الإدارة الأميركية من خلال تزويدها معلومات لا أساس لها من الصحة. وقال الطائي إن بعض الملفات والتقارير سلم إلى الأجهزة الأميركية وجهات دولية منها الأممالمتحدة وبعضها "ما زال في حوزتنا وهو قيد الدراسة". وأضاف: "تم تقديم المعلومات إلى الأميركيين مدعمة بأدلة مادية وكانت صادقة جداً". واتهم بعض الدوائر الأميركية بأنها لم "تكن جادة في التعامل مع معلوماتنا الخاصة بأسلحة الدمار لدى صدام واتسم موقفها بالتشكيك تارة والتجاهل تارة أخرى". ولفت إلى وجود انقسام في الموقف الأميركي: "موقف يريد البحث عن أسلحة الدمار بصورة جدية، وآخر يعتقد مسبقاً بعدم وجود هذه الأسلحة على الإطلاق". وأضاف: "هناك أكثر من جهة أميركية تبحث عن أسلحة الدمار داخل العراق، وهناك تصرف أميركي يتعمد عدم الإستقصاء الحقيقي عن المعلومات والاشخاص المتورطين في هذا الملف". وزاد ان حزبه "لا يتعامل في هذا الموضوع مع الاستخبارات المركزية الأميركية سي اي اي بل يتعامل مع المؤسسة العسكرية في الولاياتالمتحدة"، مشيراً إلى أن المؤسسة الاخيرة "ما زالت تستلم من حزبه مزيداً من المعلومات المتعلقة ببرنامج التسلح العراقي". وأفاد أن "حزب المؤتمر ما زال ينسق مع بعض الاجهزة الأميركية وليس كلها"، مؤكداً أن "بعض الجهات يبدي تعاوناً في حين أن بعضها الآخر ينتهج موقفاً سلبياً للغاية". وتابع: "أؤكد أن الأميركيين استجوبوا صدام حسين، كما أن المحققين الأميركيين حصلوا على معلومات كثيرة وجديدة عن هذا الملف من المسؤولين العراقيين الذين تم اعتقالهم خلال الشهور العشرة الماضية". وقال إن "الأميركيين يتكتمون عن هذه المعلومات لأسباب سياسية وأسباب تتعلق بالتوقيت"، بيد أنه طلب "الكشف عنهم للجهات الرسمية والجمهور في العراق". ونفى وجود أي اتهام رسمي أميركي لحزب "المؤتمر الوطني" بأنه زود الحكومة الأميركية معلومات مغلوطة عن أسلحة الدمار، متهماً وكالة الاستخبارات المركزية بالفشل الذريع في قضية التسلح لدى صدام من دون أن تتمكن من تقديم أي تبرير مقنع لهذا الفشل. وأوضح أن "حزب المؤتمر لا يتحمل مسؤولية فشل الاستخبارات المركزية". وكشف أن "قسماً من الملفات والتقارير التي في حوزة حزب المؤتمر الآن يشير إلى وجود نظام لإخفاء أسلحة الدمار كان يقوده صدام وسكرتيره عبد حمود مباشرة"، مضيفاً أن هذا الأخير "أدلى بمعلومات مهمة مدعمة بأدلة عن وجود أسلحة الدمار". ودعا الأميركيين إلى الإعلان عن اعترافات عبد حمود وتقديمها إلى العراقيين.