طالب كبير المفتشين الدوليين السابق في العراق هانس بليكس "معاقبة" الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير "سياسياً" عن اخطائهما في العراق. وقال بليكس في مقابلة نشرتها صحيفة "ايليفتيروتيريا" اليونانية: "من الواضح ان زعيمي الولاياتالمتحدة وبريطانيا افتقدا الحس النقدي، ما قادهما الى تصديق "المعلومات" حول وجود اسلحة دمار شامل في العراق". وتابع: "سمعت مواطنين يقولون ان بوش وبلير يجب ان يحاكما، انا من جهتي اقول ان عقوبتهما يجب ان تكون سياسية". واكد ان اجتياح العراق "كان اقرب الى رد فعل انتقامي بسبب 11 ايلول سبتمبر لافتراض وجود رابط بين العراق ومنظمات ارهابية، منه الى ضربة وقائية". واكد ان عمليات التفتيش هي "الوسيلة الوحيدة الشرعية والقوية لحماية البشرية من المخاطر في المستقبل"، محذراً من تكرار السيناريو العراقي في ايران او كوريا الشمالية. ورأى ان "نزع سلاح بلد ما عن طريق الحرب واحلال الديموقراطية عن طريق الاحتلال هما عملية بالغة الصعوبة تنتهي في سراب". فيما قال زميله المفتش الاميركي السابق ديفيد كاي ان الغرب فشل في فهم صدام حسين واعتمد على مصدر غير موثوق هو احمد الجلبي لجمع معلومات عن اسلحة الدمار. كاي في لندن، صرّح كاي الذي استقال من مهمة البحث عن اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة في حديث نشر امس بأن اعتماد اجهزة الاستخبارات على المعلومات التي يقدمها لها منشقون عراقيون جعلت الغرب يسيء فهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال في حديث مع صحيفة "ديلي تلغراف" اليمينية ان وكالات الاستخبارات المختلفة كانت تتهافت وتتنافس على هذه المعلومات من دون ان تدرك ان مصدرها واحد. وفشلت الولاياتالمتحدة في ان تدرك ان كل اجهزة الاستخبارات كانت تعتمد على احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي الذي كان في المنفى في ذلك الوقت كمصدر أوحد. ويرى كاي انه مصدر لا يوثق به. وزاد كاي: "لم تكن هناك زعامة ناضجة تفرض تقويماً واقعياً". وقال ان الجلبي نجح في نشر رسالته "ولم يكتف بإرسال أناس الى الولاياتالمتحدة بل أرسل أناساً الى حكومات اخرى". وتحدث كاي وان كان لا يزال من مؤيدي حرب العراق عن مشاكل اخرى منها نقص العملاء داخل العراق والفشل في معرفة طبيعة نظام صدام. وزاد ان الغرب فشل في فهم ان صدام تحول الى طاغية كلاسيكي ينفق معظم امواله على القصور والتباهي الكاذب بما يملك من اسلحة ليحير العالم.