أدلت السيدة سوزان مبارك بحديث إلى جريدة "الحياة" والشقيقة "لها" عشيّة افتتاح منتدى "المرأة العربية والنزاعات المسلحة" في بيروت الذي يندرج ضمن سلسلة منتديات تنظّم بناء على توصية مؤتمر "قمّة المرأة العربية" الثانية في عمّان، خريف العام 2002. وينطلق المنتدى هذا المساء في بيروت، بمشاركة عدد من قرينات الرؤساء والملوك العرب، وأهل الاختصاص من العالم العربي. وأوضحت السيدة المصرية الأولى - مع العلم أنّها لا تحبّذ هذه التسمية - أن مصر تحمل الى المنتدى ورقتين: الأولى تناقش الموضوع وأبعاده من الناحيتين العلمية والعملية. والثانية تتناول الصحة الجسدية والنفسية للمرأة في مناطق النزاعات المسلّحة. وتعتبر سوزان مبارك في حديثها أن تأسيس "منظمة قمّة المرأة العربية من أهمّ الإنجازات التي حققتها قمّة المرأة. وستجمع هذه المنظمة القوى النسائية العربية في كيان منظّم للعمل من أجل النهوض في العالم العربي، من دون أن نقارن أنفسنا بقمّة الملوك والرؤساء العرب". وأضافت: "عندما نتحدث عن تمكين المرأة إقتصادياً، ومشاركتها في الحياة السياسية، لا نتدخّل في سياسة الدول نفسها، بل نكتفي بالعمل على تفعيل دور المرأة في مجتمعاتنا، إيماناً منّا بقدرتها على تقديم الكثير لهذه المجتمعات". وتتطرق السيدة سوزان مبارك الى خلفيات قمّة المرأة ونشاطاتها وأهدافها. وقالت: "تعاهدنا في قمّة المرأة أن لا تحول الشؤون السياسية دون وصولنا إلى خطة عمل نلتزم بها جميعاً نحو النهوض بالمرأة العربية". كما اعتبرت المنظمة "ضرورة ملحّة لنا كنساء، ولا أعتقد ان الرجل يدافع عن حقوق المرأة أفضل ممّا تفعله المرأة نفسها". أما على المستوى المصري فتعتبر أن "مشروع قانون الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من غير المصري، موجود على أجندة العمل منذ 20 عاماً، إلى أن تبنّاه الحزب الحاكم وعمل على الإسراع في إقراره". وترى في إنشاء "المجلس القومي للمرأة" في مصر، "إعترافاً من رئيس الجمهورية نفسه، وكل الهيئات التنفيذية، بأهمية قضايا المرأة وضرورة تسليط الضوء عليها لمعالجتها. هذا يعني ان الجميع بما فيهم "الريّس" نفسه متأثر بما نقوم به". كما يتطرّق الحديث الى العديد من الجوانب الانسانيّة والخاصة والحميمة، مسلطاً الضوء على سوزان مبارك المسؤولة، والزوجة، والأم والجدّة، هي التي تعتبر "الرئاسة وظيفة شأنها شأن أيّ وظيفة أخرى"، كاشفةً أن لديها حساسية على لقب "السيدة الأولى". كما تكشف أنّها عارضت دخول نجليها علاء وجمال مجال العمل السياسي. وسوزان مبارك التي تحلم بإجازة عائلية في منطقة جبلية خارج مصر بعيداً عن التليفونات والمواعيد والمشاكل، تعترف أن اسم "مبارك" فتح لها أبواباً كثيرة، فسخّرتها لدعم قضايا وطنية وعربية مهمّة. وتروي أنّها لا تملك هاتفاً خلويّاً، ولا تستخدمه أصلاً لأنه جهاز مزعج... أما "الريّّس" ف "عنده موبايل، يشغّله فقط للإطمئنان على جمال وعلاء". وفي كلّ اجابات "ماما سوزان" كما تحبّ أن يطلق عليها، إذ تعتبر نفسها أما للمصريين جميعاً، تبدو قريبة من الناس، معنية بقضاياهم، وحساسة لمشاكلهم، هي التي انخرطت في العمل الاجتماعي بحكم تخصصها وميولها، قبل أن تصبح "سيدة مصر الأولى". وعن حياتها العائليّة والشخصيّة تقول: "نحن أسرة عادية جداً نعيش حياة تشبه حياة أيّ أسرة مصرية أخرى، ولا علاقة لها بالحياة العامة التي نعيشها بحكم مسؤولياتنا الضخمة". أما عن علاقتها بالرئيس مبارك، فتكشف أنّها تنقل اليه مطالب قريناتها في "قمّة المرأة"، وتسهر عليه من بعيد، كما تسهر على نجليها وحفيديها... وتقتنص الفرص لقضاء أوقات هادئة معه من دون أن ترنّ الهواتف الأربعة. وتضيف في لحظة بوح: "أقول للرئيس: بالراحة يا ريّس على نفسك، لأن العمر جري والوقت جري، والمشاكل واخدانا..".