"قمة" للمرأة العربية شهدتها دمشق أمس بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولم يكن موضوعها القضية العراقية ولا القضايا المطروحة على الساحة العربية، وانما ايجاد "رؤية متقاربة" لمشاركة المرأة العربية في عملية صنع القرار. تزامناً مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، افتتحت السيدة اسماء الأسد عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد في قصر الأمويين للمؤتمرات منتدى "المرأة والتربية" بمشاركة الملكة رانيا العبدالله عقيلة الملك الأردني، وسوزان مبارك عقيلة الرئيس المصري، وفاطمة البشير عقيلة الرئيس السوداني، والشيخة سبيكة آل خليفة عقيلة ملك البحرين، واندريه لحود عقيلة الرئيس اللبناني، كما شاركت وفو د من 22 دولة عربية تمثل في مجملها القطاعات النسائية في العالم العربي. بدأ حفل الافتتاح بعرض فيلم "الطريق الى زنوبيا" وقصة الحضارة التي عاشتها تلك المملكة. وألقت السيدة أسماء كلمة تحدثت فيها عن الخطوات التي قطعتها المرأة السورية "خصوصاً بعد الحركة التصحيحية التي ارتبطت نهضة المرأة السورية بها من خلال التشريعات الكثيرة التي صدرت". وقالت: "اليوم نجني ثمار عقود من التعليم المركز والذي تجلى بالمساهمة المكثفة للمرأة في كل مجالات الحياة". وتحدثت السيدة أسماء عن الشواهد التاريخية للمرأة العربية مثل زنوبيا وشجرة الدر وبلقيس، ورأت شخصياً في السيدة أنيسة الأسد عقيلة الرئيس الراحل حافظ الأسد "المثل الأعلى للمرأة العربية" لدورها الذي لعبته الى جانب الرئيس الأسد في كل المراحل، لافتة الى صمود المرأة الفلسطينية واللبنانية والسورية في الجولان المحتل والعراقية، مشددة على دور المرأة في "تصحيح الصورة المشوهة عن المرأة المسلمة بشكل عام والإسلام بشكل خاص". ويتزامن المنتدى مع الاحتفال بيوم المرأة، وقد أصبح تقليداً من خلال قمة المرأة العربية الأولى التي عقدت في القاهرة في الأول من شباط فبراير عام 2000. وتضمنت حفل الافتتاح فقرة مسرحية بعنوان "الحياة... هي"، وفيها استحضار لشخصيات من التاريخ العربي. كما قدمت فرقة "انانا" عرض "عاشقات المجد" الذي يرصد حياة نساء سوريات كانت لهن مشاركة فاعلة في الحياة السياسية في أزمانهن مثل جوليا دومنا والملكة زنوبيا. ويهدف المنتدى الى الاطلاع على واقع المرأة عربياً في مجال التربية وتبادل الخبرات والتجارب وتسليط الضوء على العوامل المؤثرة في العلاقة بين المرأة والتربية وتطوير مكانة المرأة في النظم التربوية العربية وتعزيز دورها في عملية التربية والتنمية المستدامة. ووفقاً للقائمين على المنتدى فإنه سيبحث في بدائل تتجاوز معوقات النهوض بمكانة المرأة من خلال توصيات "عملية" قابلة للتنفيذ وقابلة لإحداث تغيير ايجابي وحيوي في المؤسسات التربوية "لتمكين المرأة من أداء دورها في بناء الشخصية الانسانية بشكل متكامل". وتتضمن فعاليات المؤتمر أربعة محاور: المرأة والتربية، والتحديات التنموية، واثر التربية في تعزيز دور المرأة التنموي، والمرأة والتعليم مدى الحياة، اضافة الى طاولة مستديرة يشارك فيها نحو خمسين باحثاً وباحثة متخصصين بالتربية والثقافة.