"المرأة والإعلام نحو فضاء إعلامي متفاعل"، تحت هذا الشعار بدأ في أبوظبي أمس المنتدى الرابع لمؤتمر المرأة العربية الذي عقد للمرة الأولى في تشرين الثاني نوفمبر 2000 في القاهرة. وأكدت الكلمات الافتتاحية أن الهدف من المؤتمر هو "البحث عن مكان أكثر تقدماً للمرأة في العمل الإعلامي العربي". وتذهب بعض العاملات في هذا الميدان إلى أن الهدف المطلوب هو تسلم المرأة سلطة في العمل الصحافي إلى جانب الرجل، وقبل كل ذلك تحرير المرأة من الصورة النمطية التي ظهرت عليها في وسائل الإعلام "جسداً وسلعة"، خصوصاً في الإعلانات والفيديو كليب. هذه العناوين ستناقشها 17 ورقة خلال يومين، إضافة إلى عرض سبع تجارب لصحافيات عربيات، ومن خلال ورشتي عمل يخرج في ختامها المؤتمر ب"إعلان أبوظبي"، وسيتم رفعه إلى "قمة المرأة" الثانية لإقراره ممهوراً بتوقيع السيدات الأول وبتأييد من قادة الدول العربية، وربما يكون حاله أفضل من قرارات القمة العربية التي ما تنتهي عادة إلى ادراج مغلقة. وأكدت الشيخة فاطمة بنت مبارك، قرينة رئيس دولة الإمارات رئيسة الاتحاد النسائي، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، ان مشاركة السيدات الأول في هذا الملتقى "أكبر دليل على مدى اهتمامهن بالنهوض بالمرأة العربية في القطاع الإعلامي في ضوء تنامي الاتصالات والمعلومات والعولمة الثقافية". وقالت الشيخة فاطمة: "إننا نعرف مدى التشويه الذي تتعرض له المرأة العربية في وسائل الإعلام التي لا تخاطب عقلها وإنسانيتها وتبتعد عن واقعها ومشكلاتها الأساسية وتتجاهل انجازاتها في المجتمع، ولذلك فهي تغدو بأمس الحاجة إلى بلورة آليات لتعزيز رسالتها الحضارية بين الأمم باستخدام كل طاقاتها انطلاقاً من مبادئ التسامح والمساواة والحوار، ومن هنا نأمل أن نصل إلى ذلك من خلال إعلان أبوظبي الذي سيصدر في ختام أعمال المؤتمر". أما السيدة سوزان مبارك، رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر، فشددت على ضرورة "وضع استراتيجية إعلامية جديدة لا تقتصر على مجرد تحسين صورة المرأة أو اتاحة مساحة لا بأس بها لصوتها أو تقديم هامش يعبر عن قضاياها ويطالب بحقوقها، بل لا بد أن تمتلك المرأة ضمن هذه الاستراتيجية قدرة التأثير الخلاق في بناء المجتمع". وتساءلت: "كيف يمكن لإعلامنا العربي أن يجسد معاني التقدم وقيم التطور بمنهج علمي يؤثر في قراراتنا من دون أن تكون هناك مشاركة حقيقية للمرأة في وضع استراتيجية الإعلام وصوغ قراراته".