أكد البطريرك الماروني نصرالله صفير "ان لبنان اكبر مثال على رفض مقولة ان اناساً على اديان مختلفة لا يستطيعون العيش في بلد واحد"، معتبراً "ان بقاء الموارنة والمسيحيين في لبنان هو تأكيد ان لبنان هو رسالة حرية وتعددية". وقال صفير في الكلمة الختامية لندوة عن الكنيسة المارونية وانتشارها العالمي: "بقاؤنا هنا ليس لنا وحدنا بل للعالم اجمع لأن لبنان رسالة للعالم كله، واذا هاجر الموارنة والمسيحيون من يخسر؟ المسلمون يخسرون وكذلك المسيحيون، علينا ان نبقى للشهادة والقيم المسيحية ومصلحتنا ومصلحة المسلمين، وما نريده من موارنة الانتشار ان يساندونا على البقاء". وشدد على ان "كنيستنا المارونية باقية ويجب ان تبقى ولها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ولا تبقى الا اذا كان لها اشخاص يحافظون عليها، اما وجودنا في هذا الشرق فهو وجود شاهد". وطرح الأمين العام للمجمع البطريركي الماروني المطران يوسف بشارة في ورقة الى الجلسة الختامية للندوة معالم الرؤية الكنسية المارونية قال فيها: "ان لبنان يبقى اكثر من وطن روحي للموارنة، انه وطن قيم انسانية وفي مقدمها الحرية ورسالة مسيحية مشرقية ومختبر حي لعيش مشترك مسيحي - اسلامي، وان دعم لبنان بالأخص من جانب الموارنة لا يعني التنكر للبلدان التي انتموا وينتمون اليها". وأوردت مقترحات تتناول "الهيكليات والتدابير العملية ومنها انشاء امانة عامة للكرسي البطريركي وفيها الدائرة البطريركية لشؤون الانتشار ومن مهماتها على الصعيد الكنسي نشر التراث الماروني ورسم سياسة تبادل الاشخاص وجمع المعلومات وايلاء موارنة الخليج اهتماماً خاصاً، وعلى الصعيد الاداري احصاء الموارنة ونشر التراث الثقافي والادبي، وعلى الصعيد المالي انشاء صندوق الدعم الماروني". وناقش المؤتمرون مختلف الافكار والمقترحات المقدمة ومنها موضوع تعدد اللغات وصعوبة الاتصال على ألا يكون اختلاف اللغات حاجزاً امام الوحدة، وماذا تريد الكنيسة المارونية من ابرشيات الانتشار وماذا تريد هي من نفسها، ومجابهة المستقبل بروح الوحدة عبر الاستمرار في الاصغاء المتبادل والتواصل "خصوصاً ان موارنة لبنان يعيشون حال دفاع عن وجودهم وهو وجود رسالة وشهادة".