قالت اليابان أمس انها لم تقرر بعد حجم ما ستشطبه من ديون العراق، في رد على تقارير صحافية محلية قالت ان الحكومة تنوي شطب ثلاثة بلايين من ديون العراق. ويتوقع العراق الحصول على مئة مليون دولار من اليابان لاعادة بناء شبكة الاتصالات من مبلغ 1.5 بليون دولار تعهدت اليابان بتقديمه للعراق هذه السنة. قالت صحيفة"نيهون كيزاي"اليابانية أمس ان اليابان تبحث في امكان شطب نحو ثلاثة بلايين دولار من سبعة بلايين دولار يدين بها العراقلطوكيو، وذلك في خطوة تهدف الى دعم مفاوضات شطب ديون العراق بين الدول الدائنة. لكن وزير المال الياباني ساداكازو تانيغاكي قال في مؤتمر صحافي أمس ان اليابان لم تحدد بعد حجم ما ستشطبه من ديون العراق، وعندما طلب منه التعقيب على التقرير قال:"لم يتحدد شيء بعد". وتعهد رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي في كانون الاول ديسمبر الماضي بشطب معظم ديون بغدادلطوكيو في اطار مساع دولية لتحرير العراق من عبء ديون خارجية تبلغ 120 بليون دولار. وقال البنك الدولي في كانون الثاني يناير الماضي ان غالبية الدائنين ستبحث في الغاء ثلثي ديون العراق، وهو رقم قالت وزارة الخارجية اليابانية انه ممكن لانه يماثل الرقم الذي تم الاتفاق عليه بالنسبة لديون يوغوسلافيا السابقة. واليابان هو الدائن الاول للعراق باجمالي 4.1 بليون دولار كقروض وضمانات تجارية بالاضافة الى ثلاثة بلايين دولار أخرى غرامات للتأخر عن السداد، وتليها روسيا ب3.5 بليون دولار ثم فرنسا بثلاثة بلايين دولار. وتعهدت اليابان تقديم خمسة بلايين دولار كمساعدات لاعادة اعمار العراق خلال الفترة من سنة 2004 الى سنة 2007 وقررت تحويل 450 مليون دولار من المبلغ الى صندوقين وضعا تحت اشراف الاممالمتحدة. وسيحول 360 مليون دولار من المبلغ الى الصندوق المتعدد الاطراف الذي تديره الأممالمتحدة و90 مليوناً اخرى الى صندوق ثان يتولى البنك الدولي ادارته. وقالت وزارة المال اليابانية ان طوكيو"تعتبر هذه المساهمة مناسبة لتسهيل التعاون الدولي". من جهة اخرى، قالت الوزارة انها ستمنح بليوني ين ياباني 14.7 مليون يورو لمنظمات غير حكومية يابانية من بينها 1.7 بليون ين لمنظمات تعمل داخل العراق. وكانت الصحافة المحلية في اليابان تقول ان طوكيو رفضت في السابق الغاء جزء من الدين العراقي لانها تعهدت بدفع خمسة بلايين دولار لاعادة اعمار العراق. لكن ليس امام اليابان سوى خيار التخلي عن الفوائد والرسوم الاضافية التي توقف دفعها منذ فترة طويلة. الاتصالات قال حيدر العبادي وزير الاتصالات العراقي أمس انه يتوقع تلقي مئة مليون دولار لاعادة بناء شبكة الاتصالات العراقية من مبلغ 1.5 بليون دولار تعهدت اليابان بتقديمه للعراق هذه السنة. وأضاف عبادي، الموجود في طوكيو بناء على دعوة من الحكومة اليابانية:"تحدثنا مع مشرعين وكانوا مرحبين جداً... أعتقد أن قراراً سيتخذ هذا الشهر". وأشار العبادي، الذي التقى وزير البريد والاتصالات الياباني تارو اسو ومسؤولين حكوميين ومسؤولي شركات، ان الحكومة اليابانية وافقت على توريد تجهيزات وتقديم التدريب لدعم قطاع الاتصالات العراقي. وزاد:"أبلغنا أنه قد يكون من الصعب على اليابانيين والخبراء الحضور للعراق في هذه المرحلة لكن العراق لا ينقصه الخبرة التكنولوجية والفنية... كل ما يريده هو معدات عالية التقنية وبعض التدريب". وقال العبادي ان المسؤولين اليابانيين وافقوا على تدريب فنيين عراقيين بسرعة خارج العراق، سواء في دولة مجاورة أو في اليابان، لافتاً الى انه سيتم اختيار شركاء من الشركات على الارجح عن طريق طرح مناقصة. وأعيد بناء نظام الاتصالات العراقي بعد حرب الخليج عام 1991 على رغم العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضت عليه لمدة 13 عاماً. ودمر الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق العام الماضي 12 مقسماً للهاتف وجزءاً من شبكة الالياف البصرية. وتفاقم الوضع بسبب أعمال النهب بعد الحرب. وظلت الهواتف معطلة في العديد من أرجاء بغداد، ما زاد من حال الاستياء من أسلوب ادارة شؤون البلاد في ظل الاحتلال الاميركي. وتعرضت أول خطوط هواتف نقالة في العراق لمشاكل فنية تراوح من اعطاء اشارة خاطئة بأن الرقم مشغول او انقطاع الاتصالات. وقال العبادي:"ما نريده من اليابان هو نظام ميكروويف سريع للغاية يصل البلاد كلها. نريد بوابة دولية وبعض المحولات حتى يعمل نظام الهاتف بأقصى سرعة وهو ما سيكون مفيد جدا للامن وادارة الخدمات". وأضاف انه كان يأمل في بادئ الأمر بتركيب جهاز هاتف في كل بيت بحلول نهاية هذه السنة واتاحة خدمة الانترنت على نطاق واسع، لكن هذا الهدف تحول الان الى توفير البنية الاساسية على الاقل هذه السنة. ويأمل الوزير الآن بإعادة تأهيل شبكة الألياف البصرية في المنطقة الجنوبية في وقت قريب، وتأهيل البلد بكاملها في ستة شهور. ويريد تركيب هاتف في كل بيت السنة المقبلة. وقالت سلطة التحالف الموقتة التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق ان هناك 919 ألف مشترك في خطوط هاتف في العراق منهم 225 الف مشترك في خطوط للهاتف النقال، وهذا يزيد بنسبة عشرة في المئة من عدد المشتركين قبل الحرب، لكنه ما زال عدداً ضئيلاً مقارنة بعدد المشتركين المحتملين. وقال العبادي انه تلقى تأكيدات عن تفجير مقسم هاتف رئيسي في بغداد يوم الاربعاء الماضي أسفر عن مقتل واحد وأصابة آخر بجروح.