أبدت روسيا استعدادها لمناقشة مصير ديونها على العراق، في حال حصولها على تعهدات بمنحها موقعاً في عمليات اعادة الاعمار، فيما اكد احمد الجلبي احد قياديي "المؤتمر الوطني العراقي" ان "العراقيين يحترمون التزاماتهم"، ولم يطلبوا شطب الديون الروسية، وتحدث عن معلومات تفيد ان صدام حسين ما زال حياً. وكان بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الاميركي طلب من روسيا وفرنسا والمانيا شطب ديونها المستحقة على العراق، وأثار ردود فعل غاضبة في موسكو. وشددت وزارتا المال والخارجية على ضرورة تسديد الديون البالغة نحو ثمانية بلايين دولار. اضافة الى مطالبتهما بالوفاء بالتزامات اخرى في مجال الاستثمارات النفطية وتجهيز معدات. لكن وكالة "انترفاكس" نسبت الى مسؤول في وزارة التنمية الاقتصادية قوله ان موسكو "مستعدة لمناقشة جدولة الديون" مع القيادة العراقية المقبلة، بشرط مراعاة مصالح روسيا. وتابع ان المطلوب هو ان تساهم الشركات الروسية في اعادة بناء الاقتصاد العراقي، وتعود الى تنفيذ مشاريع كبرى ، خصوصاً في قطاعات النفط والغاز. وأشار المسؤول الى ضرورة التوصل الى صيغة يوافق عليها كل الاطراف الدائنة، في اشارة الى محادثات محتملة في إطار ما يعرف بنادي باريس لكنه قال انه لا يستبعد مشاورات ثنائية تمهيدية مع الادارة الجديدة في العراق. ونفى احمد الجلبي ان تكون اطراف في القوى المعارضة لنظام صدام طلبت من الولاياتالمتحدة مخاطبة الدول الدائنة لشطب ديونها، وقال ان "العراقيين يحترمون التزاماتهم". وزاد في حديث الى صحيفة "فريميا نوفوستي" انه يرفض التعليق على تصريحات نُسبت الى قياديين في "المؤتمر الوطني العراقي" عن رفض تسديد الديون. لكنه دعا الى مفاوضات مع الدائنين، مشدداً على الرغبة في "علاقات جيدة" مع روسيا، على رغم اشارته الى ان موقفها "لم يكن كما أملت المعارضة الطامحة الى الخلاص من الديكتاتورية". وذكر الجلبي ان لديه معلومات تفيد ان صدام "على الأرجح" ما زال حياً، وتوقع ان يكون متخفياً في مكان ما شمال شرقي العاصمة العراقية. في الوقت ذاته، قال رئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ الروسي سيرغي سيرونوف ان ما حصل "ليس النهاية"، وتوقع ظهور "عدد غير قليل من المشاكل" ملمحاً الى ان وطأتها سترغم واشنطن على اعادة الملف العراقي الى الاممالمتحدة. وعاد الى موسكو امس السفير الروسي في بغداد فلاديمير تيتارينكو، بعدما امضى بضعة ايام في دمشق، اثر تعرض موكبه لاطلاق نار من القوات الاميركية، وجرح سائقه الذي أُجريت له عملية جراحية في مستشفى مدينة الفلوجة العراقية، ثم نقل الى الاراضي السورية. ونفى تيتارينكو اشاعات عن نقله مسؤولين عراقيين او وثائق سرية في سيارته، او ايواء صدام حسين في السفارة. وقال انه لن يعود الى العراق، لأنه كان معتمداً لدى "حكومة لم يعد لها وجود". وذكر ان تمثيل روسيا سيظل على مستوى محدود الى حين تشكيل حكومة جديدة في بغداد اليابان تتعهد مساعدة في الإعمار وفي طوكيو أ ف ب أعلن مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية ان بلاده أكدت التزامها "بذل ما بامكانها" للمساعدة في إعادة إعمار عراق جديد بعد الحرب. وقال المسؤول ان نائب وزير الخارجية الياباني يوكيو تاكيوتشي اجرى محادثات مع الجنرال مايكل هاغي قائد قوات مشاة البحرية الاميركية المارينز في وزارة الخارجية في طوكيو. وزاد ان تاكيوتشي قال للقائد الاميركي ان "الاستقرار في الشرق الاوسط مهم، وبلادنا ستقدم المساعدات الانسانية وتبذل ما بإمكانها للمساعدة في بناء عراق جديد". واضاف ان هاغي اجاب ان واشنطن تحاول الحد من الاضرار في العراق، كي تتم اعادة الاعمار بسهولة. وأفادت تقارير ان رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي يأمل بزيارة الولاياتالمتحدة الشهر المقبل، لإجراء محادثات مع الرئيس جورج بوش حول اعادة اعمار العراق، والتهديد النووي في كوريا الشمالية. واضافت ان رئيس الوزراء قد يتوجه الى واشنطن عقب جولته المتوقعة في اوروبا في وقت متأخر هذا الشهر، وبداية الشهر المقبل. وكانت الحكومة اليابانية اعلنت الاسبوع الماضي خطة للتبرع بنحو مئة مليون دولار، للمنظمات العالمية استجابة لدعوة وجهتها الاممالمتحدة لتقديم مساعدات انسانية فورية للشعب العراقي. صدقية الأممالمتحدة وفي نيودلهي أعرب رئيس الوزراء الهندي اتال بهاري فاجبايي عن أمله باستمرار العلاقات "الجيدة" مع العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين. ونقلت وكالة "برس ترست اوف انديا" عن رئيس الوزراء قوله انه كان من الأفضل لو لم تكن حرب، والآن بعدما أوشكت على نهايتها، فان الهند تتطلع الى اعادة اعمار سريعة. يذكر أن نيودلهي عارضت شن ضربات عسكرية تقودها الولاياتالمتحدة على العراق، واعتبرت ان الحرب تفتقر المبررات، واكدت ضرورة اعادة اعمار العراق باشراف الاممالمتحدة. كما تعهدت أن ترسل للشعب العراقي بواسطة الاممالمتحدة مبلغ 4،20 مليون دولار نقداً بالاضافة الى أغذية. ورأى وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز ان الحرب اظهرت ان الاممالمتحدة فقدت "اهميتها وصدقيتها"، وفشلت في اثبات قدرتها على احلال الاستقرار والسلام.