استنكر وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الطعن في الدعوة السلفية ومؤسسها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، مؤكداً ان أهم ما تتميز به انها ضيعت مجال التكفير بحيث احكمته بضوابط اشبه ما تكون بضوابط ثبوت الزنا في الشريعة الاسلامية التي يصعب توافرها. وقال: "كثر الطعن واللمز في هذه الدعوة التجديدية السلفية الاصلاحية التي انطلقت في القرن الثاني عشر الهجري من قبل من ليس عندهم من العلم ما يمكنهم من ذلك. ولا من الأناة والتبصر ما يجعلهم بريئي الذمة في ما يذكرون ويتحدثون به". ورأى ان ذلك "ليس غريباً، فأول ما قامت الدعوة كثر الطعن فيها من قبل خصومها حول السعودية وما هو ابعد، واليوم تكرر أمر الطعن فيها، عالمياً ومحلياً احياناً، مما تطلب قيام هذا الملتقى للقيام بواجب الايضاح والبيان عن هذه الدعوة الاصلاحية السلفية المحمدية التي قام علماؤها باتباع السنة في ما يقولون وما يتركون، ولم يطرقوا مسألة إلا ولهم فيها دليل، ولم يقولوا قولاً في اصول الدين ولا في فروعه إلا ولهم فيه دليل". وتابع الوزير آل الشيخ في محاضرة القاها مساء اول من امس بعنوان "منهج ائمة الدعوة في الدعوة الى الله عز وجل" في الملتقى الاول للدفاع عن الدعوة السلفية الذي ما زال منعقداً في الرياض: "لذلك كان من الواجب ان ينبري الدعاة للدفاع عن هذه الدعوة قياماً بالواجب ووفاء لهؤلاء الائمة الذين نصروا دين الله وجاهدوا في الله حق جهاده". وشدد على ان منهج الدعوة السلفية تضييق مجال التكفير بصورة لم تكن معهودة، واضاف: "أمام هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو نفسه الذي قال في إحدى رسائله: وأما ما ذكره الاعداء عني من انني اكفر بالظن او بالموالاة، او اكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهو بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله، وما اشبه الليلة بالبارحة، فاليوم الذين يتهمون الدعوة بالتكفير او ان من منهجها التكفير، إنما استغلوا الاحداث التي وقعت في هذه السنوات الاخيرة لينفروا الناس عن هذه الدعوة التجديدية السلفية، بل عن منهج العلماء السلفيين من الصحابة الى وقتنا الحاضر". وذكر ان "الدعوة الاصلاحية السلفية وضعت ضوابط للتكفير تضيق دائرته، منها: لا تكفر بالظن، ولا بغير ما اجمع العلماء على التكفير به، ولا تكفر حتى تقوم الحجة الرسالية على الشخص وتنتفي الموانع كأن يكون متأولاً، وهذا الاخير يضيق مجال التكفير بصورة كبيرة جداً، كما تشترط ان لا يكون مكرهاً بالقول او بالفعل، كل بحسبه، كما لم تجعل الحكم بالردة لكل احد فجعلته كالحكم بالقتل الذي لا يصدره إلا القضاة". وأكد آل الشيخ في محاضرته ان دعوة محمد بن عبدالوهاب تتركز كأي دعوة على خمسة اصول هي: المضمون والداعية والمدعوة والوسيلة والمنهج. واوضح ان الدعوة "لا تخاطب العقل الفلسفي، او السلوك الصوفي فهي سهلة ميسورة، ولذلك كانت الاستجابة لها كبيرة في العالم كله، ولانها دعوة تناسب الفطرة والدعوة الى الاسلام الصحيح". وذكر ان الهدف من الدعوة "تحقيق الشهادتين، مستهدفة الناس باختلاف شرائحهم، فليست دعوة سياسية تركز على الوجهاء والكبار، فهي خالصة لارشاد الناس".