اتهمت واشنطنطهران أمس ب"خداع العالم" وبإخفاء برنامج للأسلحة النووية، ودعت مجدداً الى استمرار الضغوط الدولية على ايران. فيما قال مسؤولون اميركيون ان حلفاء مهمين في اوروبا رفضوا دعوة واشنطن لإحالة الملف الايراني الى مجلس الامن لفرض عقوبات. قال جون بولتون وكيل وزارة الخارجية الاميركية المسؤول عن ملف نزع السلاح والامن الدولي ان بلاده وحلفاءها الاوروبيين مصممة على اجبار ايران على الكشف عن برامج الاسلحة الذرية التي تملكها. وقال في مؤتمر صحافي: "لن نخفف الضغوط على ايران... ونعتقد بأن الضغوط التي تعرضوا لها لعبت دوراً محورياً في كشفهم عن اجزاء من برنامجهم النووي". واتهم بولتون وهو احد صقور الادارة الاميركية طهران بمواصلة خداع العالم في شأن برامجها النووية، و"نعتقد ان الايرانيين يحاولون اخفاء برنامج لتطوير اسلحة سرية. لذلك نعتبر الوضع مقلقاً". غير انه استبعد ان تطلب الولاياتالمتحدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية احالة الملف الايراني الى مجلس الامن بهدف فرض عقوبات على هذا البلد. ورفض المدير العام للوكالة محمد البرادعي الافصاح عما اذا كانت الوكالة ستوجه توبيخاً الى ايران في اجتماعها في الثامن من الشهر الجاري، الا انه قال قبل ايام ان ايران تبدي تعاوناً افضل. ومن جهة أخرى، قال بولتون الذي يشارك في مؤتمر للامن يعقد في لشبونة ان "ليس هناك ما يحملنا على الاعتقاد بأن الرئيس برويز مشرف او مسؤولين آخرين في الحكومة الباكستانية على علاقة" بعبدالقدير خان الذي اعترف بمسؤوليته في عمليات تسريب التكنولوجيا النووية الى ايران وكوريا الشمالية وليبيا. الى ذلك، قال مسؤولون اميركيون ان حلفاء مهمين في اوروبا رفضوا دعوة واشنطن لاحالة الملف الايراني الى مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات محتملة على طهران بسبب انشطتها النووية، الا ان واشنطن لا تزال تأمل في صدور بيان شديد اللهجة لتوبيخ ايران الاسبوع المقبل. وقال مسؤول اميركي: "الكل لا يريد الافصاح عما يتعين القيام به تجاه ايران لأن ثلاثي الاتحاد الاوروبي بريطانيا وفرنسا والمانيا امسك بزمام الموقف، مما ادى الى ايجاد فجوة بينه وبين الولاياتالمتحدة وهذا يخلق الكثير من الغموض. فهناك دول تمنح ايران ميزة الشك". ويعتقد مسؤولون اميركيون ان مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ربما لن يكون مستعداً خلال اجتماعه الشهر الجاري لاعلان ايران غير متعاونة مع الالتزامات الدولية وتحويل القضية الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لبحث امكان فرض عقوبات عليها. لكنهم يتطلعون الى حمل الوكالة الدولية على اصدار بيان يبقي الموضوع الايراني على جدول الاعمال ويهتم بالمخاوف المتعلقة بالمعلومات الجديدة عن البرنامج الايراني. وأكد المسؤول الأميركي: "نريد ان نكون اكثر تشدداً من الاوروبيين وندعو الى توبيخ ايران لمخالفاتها السابقة. والسؤال هو ان كان التشدد سيكون كافياً للوفاء بمستوياتنا ولاقناع ايران بأننا فعلاً جادون".