اعاد وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي، ارتفاع اسعار البنزين في الولاياتالمتحدة الى ارتفاع اعداد السيارات فيها والى قدم المصافي. وقال، في تصريحات الى"الحياة"في فيينا،"إن الولاياتالمتحدة لم تبنِ منذ مدة طويلة مصافي جديدة". وشدد على ان"ارتفاع الاسعار لا علاقة له بقرار أوبك خفض الانتاج". ورأى انه لا يمكن ل"أوبك"أن تؤثر في المضاربات الجارية في السوق و"لا نريد تكرار ما جرى في 1998". تعقد"أوبك"اجتماعها العادي اليوم في فيينا لتأكيد قرارها خفض الانتاج مليون برميل يومياً ابتداء من غد الخميس، وهو القرار الذي كانت قررته في شباط فبراير الماضي في الجزائر، تحسباً للربع الثاني من السنة حين ينخفض الطلب على النفط. وعلى رغم ارتفاع أسعار النفط الى أكثر من 30 دولاراً منذ نحو ثلاثة شهور، قال وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس ل"الحياة"ان"ارتفاع الاسعار لا علاقة له بقرار أوبك خفض الانتاج". ورأى النعيمي ان ارتفاع أسعار البنزين في الولاياتالمتحدة مرده إلى أن هناك شحاً في المصافي في الولاياتالمتحدة، والى نوعية بعض النفوط الخفيفة في العالم. وقال:"إن الولاياتالمتحدة لم تبنِ منذ مدة طويلة مصافي جديدة، والنمو الذي يشهده العالم حالياً وتزايد عدد السيارات، رفع الطلب على البنزين، واصبحت بلدان، مثل الصين، كانت تصدّر البنزين تستورد النفط الخام". ونفى النعيمي أن تكون"أوبك"مسرورة لارتفاع الأسعار إلى أكثر من 30 دولاراً وقال:"نحن نعمل دائماً ونفضل استقرار الأسعار عند سعر 25 دولاراً لسلة أوبك، وهو سعر لا يضر اقتصادنا ولا يضر اقتصاد العالم". وعن الضغوط والتصريحات الأميركية التي صدرت عن مسؤولي البيت الأبيض في شأن ارتفاع أسعار النفط، قال النعيمي:"عندما نتحاور مع المسؤولين في الولاياتالمتحدة يعرفون بدقة ما يجري في الأسواق، وان لا علاقة لأوبك بارتفاع الأسعار". المضاربون وتابع:"ان الإقبال الكبير من المضاربين على السوق المستقبلية للنفط ساهم في ارتفاع الأسعار"، ولكنه رأى أنه لا يمكن ل"أوبك"أن تؤثر فيها، لأنه لا يمكنها التحكم في المستثمر الذي يشتري في الأسواق المستقبلية للنفط التي تمثل له مكاسب في المضاربة. وأكد النعيمي حرص"أوبك"على المحافظة على توازن العرض والطلب في السوق النفطية،"لأن سياستها قائمة على ضمان أمن العرض للعالم واستقرار الأسعار"وقال:"إن هذا لا يعني ان استقرار السعر سيتحقق مئة في المئة إذا كانت العوامل خارج عوامل السوق". وأكد أن"أوبك"تبني سياستها على مراقبة النمو في الطلب ومستوى المخزون. وشرح أن الفرق بين مستوى مخزون مرتفع ومستوى منخفض يراوح بين 250 و300 مليون برميل، وقال:"لو سمحنا للمخزون أن يزيد 300 مليون برميل، سيؤدي ذلك إلى إطاحة الأسعار، وكما حدث عام 1998". ورأى أن هناك بداية لاعادة تكوين المخزون. وإذا بقيت الأسعار على ما هي باتجاه الارتفاع، قال:"لا يمكننا أن نفعل شيئاً لأنها أسباب غير مرتبطة بأوبك". وعن الاشاعات في الولاياتالمتحدة عن انخفاض الاحتياط النفطي السعودي على المدى الطويل التي تزيد التوتر في الأسواق، قال النعيمياأنه سيتحدث مجدداً في مؤتمر واشنطن في 72 نيسان ابريل عن الموضوع لتبيان أن هذه الاشاعات لا أساس لها. وقال:"عندما نتحدث عن إن لدى السعودية 231 بليون برميل احتياط ومعدل انخفاض طاقة انتاج الحقول فيها أقل من اثنين في المئة ولدينا مقارنة لقدرة حقولنا على المدى الطويل مع نموذج لانتاجها، نشدد على ان لدى السعودية خبرة في مراقبة حقولها تتطابق مع خطتها للمستقبل". وأكد ان ليس هناك أدنى شك أن لدينا الاحتياط والموارد البشرية لزيادة الطاقة الانتاجية للحقول. وعما يتردد في شأن الحاجة الى استثمارات ضخمة لزيادة الطاقة الانتاجية قال النعيمي:"عندما يزيد برميل واحد لطاقة حقل نفطي في السعودية يكلف ذلك بين 2000 و5000 دولار، فيما كلفة ذلك لزيادة برميل واحد للطاقة الانتاجية في بحر الشمال تتطلب بين 20 و30 ألف دولار". واضاف:"إن صناعة النفط تعرف ذلك، ولهذا الكل يريد الذهاب إلى الخليج... لدينا في أرامكو الموارد البشرية والطبيعية القادرة على تنفيذ مشاريع كبرى، ونفذنا مشاريع انتاج حقول الشيبه والحويه وحرض والآن في غضون شهور قليلة سيتم توسعة انتاج حقل قطيف ب800 ألف برميل، واختبرنا ذلك والعالم مدرك لذلك". وعن اجتماع"أوبك"في بيروت في 4 حزيران يونيو، قال إن"أوبك"ستنظر خلاله في ما ينبغي القيام به، لأن"الطلب يزداد عادة في الربع الثالث من السنة، وعلينا أن نتأكد أن ليس هناك خلل في التوازن، لأننا نركز على مراقبة وضع العرض والطلب في السوق". ثلاثة مرشحين للامانة العامة وعما إذا كانت"أوبك"ستحل مشكلة انتخاب الامين العام الجديد للمنظمة، قال النعيمي"لا يزال هناك ثلاثة مرشحين ولا أحد يقبل حتى الآن بسحب مرشحه". ويتوجه النعيمي مساء اليوم فور انتهاء مؤتمر"أوبك"إلى الصين في زيارة رسمية يبحث خلالها في مجالات استثمار وتعاون مع القطاع النفطي الصيني، بعدما يلتقي ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي يبدأ زيارة رسمية لفيينا.