تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك اجتماعاً في فيرينا، بعد غد الأربعاء، في ظل ضغوط وتصريحات اميركية تعبّر عن استياء من ارتفاع اسعار النفط. وأكد غير مصدر في "أوبك" ل"الحياة" ان ارتفاع اسعار النفط، وكذلك سعر البنزين في الولاياتالمتحدة، لا علاقة لهما بنقص في الإمدادات النفطية من دول "أوبك". ويذكر ان سعر برميل النفط، منذ اكثر من ثلاثة شهور، حافظ على مستوى يتجاوز 30 دولاراً للبرميل، ما يعني انه تجاوز الحد الأقصى الذي حددته "أوبك" وهو 28 دولاراً. ورأت مصادر "أوبك" ان الأسعار مرتفعة لعوامل عدة اولها ان هناك ازمة في توافر النفط الخفيف والبنزين في اميركا، وسبب الأزمة هو نقص المصافي الجديدة في الولاياتالمتحدة التي لم تبن اي مصفاة منذ 25 سنة، ما جعل تطبيق القوانين الجديدة لأنواع البنزين مؤدياً الى مشكلة في توافر هاتين المادتين، اضافة الى ان هنالك ظروفاً سياسية عالمية وشرق اوسطية تدفع الأسعار الى الارتفاع. كما ان تصريحات الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والأوضاع في فنزويلا ونيجيريا ساهمت في الارتفاع. وهناك ايضاً تخوف في السوق العالمية من ان الطاقة الإنتاجية في معظم دول "أوبك" هي في اقصاها باستثناء السعودية والإمارات اللتين تتمتعان بطاقة انتاجية فائضة. هذه العوامل النفسية والسياسية والمضاربات جعلت اسعار النفط في ارتفاع، في وقت ستجتمع "أوبك" لتأكيد او تأجيل القرار الذي اتخذته في 7 شباط فبراير الماضي في الجزائر وهو خفض انتاجها بمليون برميل في اليوم ابتداء من 1 نيسان ابريل، لأن الفترة المقبلة اي الربع الثاني من السنة، ستشهد خفضاً في الطلب نظراً الى حلول فصل الربيع. والسؤال الصعب: هل تستمر "أوبك" في هذا القرار في ظل الظروف الدولية والضغوط الأميركية؟ قال مصدر في "أوبك" ل"الحياة" ان السوق تشهد حالياً إعادة بناء المخزون العالمي، وأن هناك خفضاً في الطلب على بعض انواع النفط، منها السعودي الخفيف والمتوسط، وأن الموسم المقبل سيشهد خفضاً على الطلب تقليدياً. والموضوع الآخر الذي ما زال مشكلة بلا حل هو اختيار امين عام جديد للمنظمة النفطية بعدما شغر هذا المنصب منذ كانون الثاني يناير الماضي. وهناك ثلاثة مرشحين: ايراني وفنزويلي وكويتي، ولم يحصل اجماع على احدهم، علماً ان اكثر المؤهلين لهذا المنصب هو المرشح الكويتي، مرشح دول الخليج الدكتور عدنان شهاب الدين وهو مدير الابحاث في المنظمة.