لندن - "الحياة"، رويترز - تراجعت اسعار خام القياس "برنت" في العقود المسائية التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن الى اقل من مستوى 29 دولاراً للبرميل وبلغت 28.80 دولار للبرميل على رغم ان اسعار النفط فتحت مرتفعة على اقفال الجمعة وبلغ سعر البرميل عند الفتح 29.40 دولار لعقود تموز يوليو المقبل. وقال وسطاء ان ما اعلنه وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي عن "تحرك سريع" لتهدئة الاسعار وما اعلنه مصدر سعودي عن ان السعودية تعمل مع منتجين آخرين لخفض اسعار النفط "التي ترى انها مرتفعة جداً" ساهم بخفض الاسعار في فترات التعامل اللاحقة. وكان المصدر السعودي ابلغ رويترز "نعتقد ان السعر مرتفع الآن وسنعمل مع منتجين آخرين لتهدئته". وأضاف ان السعودية وغيرها من منتجي النفط سيقررون في الايام القليلة المقبلة "الوسيلة المناسبة لتهدئة الاسعار المرتفعة". وتابع "ان السعودية تراقب سوق النفط عن كثب من اجل تحقيق الاستقرار وان هدفنا لم يتغير وهو استقرار السوق بصفة اساسية وامداده بما يحتاجه واسعار معقولة ونمو اقتصادي في جميع انحاء العالم". قال الوزير النعيمي ان بلاده وباقي كبار منتجي النفط سيتحركون سريعاً لتهدئة الاسعار وسط بوادر على وجود طلب قوي في آسيا وسحب غير معتاد من مخزونات النفط الاميركية. واضاف النعيمي في تصريح ل "وكالة الانباء السعودية" نحن "نقوم الآن وضع السوق النفطية واذا ما حدث تغيير في اساسيات السوق، كما اشار بعض التقارير، سنتخذ الاجراءات المناسبة لتحقيق التوازن المطلوب للسوق وخفض الارتفاع غير العادي في الاسعار". "الارتفاع المصطنع للاسعار" وشدد النعيمي على ان المملكة العربية السعودية والمنتجين الاساسيين ليسوا راضين عن هذا "الارتفاع المصطنع للاسعار" الذي يشكل ضرراً للمنتجين والمستهلكين... وكما هو معروف فان هدف المملكة استقرار السوق النفطية. وذكرت الوكالة السعودية، في تلخيص للمقابلة، ان النعيمي شدد ايضاً على "ان السعودية ستعمل مع باقي المنتجين باسرع ما يمكن لاتخاذ الخطوات اللازمة لتعديل الارتفاع الحالي والكبير في اسعار النفط". ونقلت الوكالة عن الوزير قوله "ان بعض التقارير اشار الى ان ارتفاع اسعار النفط في الاسابيع القليلة الماضية كان نتيجة لتوقعات نقص امدادات البنزين في الولاياتالمتحدة خصوصاً البنزين المحسن الا ان بعض التقارير الحديثة اشار الى ان الطلب قد يفوق التوقعات الحالية وهناك اشارات بان هناك زيادة واضحة في الطلب في دول آسيا وان هناك نقصاً حاداً في المخزون من المنتجات والنفط الخام وهي غير طبيعية في هذا الوقت من السنة". واشار النعيمي الى ان السعودية تقوم الموقف في سوق النفط لضمان التوازن بين العرض والطلب واستقرار الاسعار عند حد مقبول للمستهلكين وفي الوقت نفسه يضمن دخلاً مقبولاً للمنتجين وللصناعة النفطية بشكل عام ولا يؤثر سلباً على نمو الاقتصاد الدولي. وتتباين تصريحات النعيمي للوكالة السعودية مع مقابلة اجرتها معه نشرة "ميدل ايست ايكونوميك سيرفي" ميس النفطية المتخصصة ونشرت في وقت سابق امس الاثنين قال فيها الوزير ان لا حاجة لزيادة انتاج "اوبك". واضاف الوزير في المقابلة التي اجريت معه في 31 آيار مايو ان اسعار النفط ترتفع بسبب ما وصفه بنقص مصطنع في امدادات البنزين في السوق الاميركية وهو امر لن تفعل معه زيادة المعروض من الخام شيئا لتخفيفه. وجاءت تصريحات الوزير لكل من الوكالة السعودية و"ميس" في وقت بدا فيه ان اسعار النفط المرتفعة ستؤدي هذا الاسبوع الي اطلاق آلية تثبيت الاسعار التي تهدف الى كبح جماح التقلبات العنيفة في اسواق النفط. وبموجب اتفاق غير رسمي تم التوصل اليه في آذار مارس الماضي تعهدت "اوبك" برفع الانتاج او خفضه تلقائياً بواقع 500 الف برميل يومياً اذا ما تحرك متوسط سعر "سلة اوبك" خلال 20 يوماً بعيداً عن نطاق بين 22 و 28 دولاراً للبرميل. ونقلت "ميس" عن الوزير السعودي قوله "في رأيي علينا ان نفهم القوة المحركة وراء الزيادة في سعر النفط واذا كان نقص المنتجات النفطية هو الذي يرفع سعر النفط بينما العوامل الرئيسية متوازنة فليس هناك مبرر لان نرد بزيادة الانتاج". واضاف: "الامر يرجع الى اوبك والى رئيس المنظمة لاتخاذ قرار". واذا ظلت اسعار النفط مرتفعة سيتجاوز متوسط سعر السلة مستوى 28 دولاراً للبرميل في الايام القليلة المقبلةمما يدفع رئيس "اوبك" علي رودريغيز الى الدعوة الى زيادة الانتاج. وقال النعيمي: "ان آلية تحريك مستوى الانتاج تكون تلقائية فقط عندما تعكس نقصاً حقيقيا في المعروض من النفط الخام في السوق لكن اذا كان النفط الخام متوافرا والمصافي تكرر منتجات لا تلبي المواصفات وادى هذا الى نقص مصطنع في المعروض وارتفعت الاسعار ففي هذه الحالة لا يكون المعروض النفطي مسؤولا عما حدث". وظلت اسعار النفط متقلبة الاسبوع الماضي بينما اكد رودريغيز خططه لتعديل الانتاج من اجل تهدئة الاسعار. واستقر سعر خام "برنت" القياسي في عقود تموز يوليو عند 29.05 دولار للبرميل الجمعة في حين بلغ متوسط سعر "سلة اوبك" في 20 يوماً 27.65 دولار الخميس. وكانت المخاوف في شأن مدى توافر نوعية جديدة من البنزين المعدل الذي اشترط كثير من الولايات الاميركية استخدامه اعتباراً من اول حزيران ادت الى ارتفاع اسعار البنزين في اميركا الشهر الماضي الى اعلى مستوياتها على الاطلاق. واشار النعيمي الى ان السلطات الاميركية رفضت طلبات من مناطق رئيسية عدة للسماح لها بتأجيل بدء استخدام البنزين الجديد. وقال الوزير النعيمي: "ما لم يتم التعامل مع مسألة البنزين في الولاياتالمتحدة فستظل الاسعار عرضة للتأثر بنقص امدادات البنزين". واوضح النعيمي ان دول "اوبك" ستتشاور قبل اتخاذ اي قرار في شأن النطاق السعري.