سجلت وكالة الفضاء الاميركية ناسا رقماً قياسياً في سرعة الطيران، بطائرة من دون طيار حلقت سبع مرات اسرع من الصوت على ارتفاع عال فوق المحيط الهادئ اول من امس. وأعلنت "ناسا" أن الطائرة من طراز "إكس-43 اي" التي يعمل محركها بالاوكسيجين وهي مزيج بين طائرة ومركبة فضاء حلقت بسرعة 8000 كيلومتر في الساعة لمدة 11 ثانية قبالة الساحل الجنوبي لكاليفورنيا، محطمة بذلك رقماً قياسياً سجلته عام 1967 طائرة "إكس-15". وانطلقت الطائرة "إكس-43 اي" من تحت جناح قاذفة ثقيلة من طراز "بي 52" ووصلت إلى سرعتها باستخدام المحرك النفاث، ثم انتهت رحلتها في المياه كما كان مقرراً. ويذكر ان محركات الصواريخ التقليدية تحمل كميات ضخمة من الاوكسيجين لحرق وقودها، لكن المحرك النفاث يستخلص الاوكسيجين من الهواء ويخلطه مع الهيدروجين السائل ليشكل وقوداً لها. وتعمل المحركات النفاثة من طريق الاحتراق الاسرع من الصوت للوقود المصحوب بتيار هوائي تضغطه حركة الطائرة إلى داخل المحرك، بخلاف المحركات العادية التي تقوم ريشات مراوحها بضغط الهواء. ويجب أن يتدفق الهواء عند سرعات تفوق سرعة الصوت من دون إطفاء شعلة المحرك وهي حيلة وصفتها وكالة "ناسا" بأنها "مثل إبقاء عود ثقاب مشتعلاً وسط إعصار". وبهذه السرعة، تستطيع الطائرات الطيران حول العالم في بضع ساعات. وفي وقت قال خبراء الطيران إن كلفة تلك الرحلات ستجعل الاستخدام التجاري لهذه الطائرة غير عملي، فإن الجيش الاميركي يجرب الطائرة بهدف استخدامها كوسيلة لاطلاق الصواريخ، كما أنها تبشر بإمكان استخدامها في رحلات الفضاء. وقال جويل سيتز مدير المشروع: "اذا كنت ستنطلق من الارض الى الفضاء، فهناك حاجة الى مركبة نفاثة تعمل بمحرك تضاغطي كي ترتقي الى الفضاء بأفضل طريقة". وأطلقت الطائرة "إكس-34 اي" التي يبلغ طولها 3.6 امتار فوق المحيط الهادئ بعد تثبيتها تحت جناح قاذفة ثقيلة من طراز "بي-52" ثم أسقطت من القاذفة ليدفعها صاروخ "بيغاسوس" موجود على متنها لارتفاع 100 ألف قدم قبل أن تبدأ الطائرة في تشغيل محركها النفاث. وأضاف سيتز في مركز أبحاث "دريدن" للطيران التابع ل"ناسا" في كاليفورنيا والذي شارك في تطوير المحرك النفاث مع مركز أبحاث "لانغلي" في فيرجينيا: "فصلنا مركبة البحث عن مركبة الاطلاق كما فصلنا الواقع عن الخيال". ويذكر ان هذه الرحلة الاولى والاخيرة للطائرة "إكس-43 اي". فبعدما حلقت ل11 ثانية سقطت في المحيط الهادئ، كما كان مقرراً. وكانت القاذفة "بي-52" اقلعت وعلى متنها الطائرة من قاعدة "إدواردز" الجوية في صحراء كاليفورنيا. وكانت التجربة الاولى للطائرة انتهت بالفشل في حزيران يونيو 2001، عندما خرج الصاروخ "بيغاسوس" عن مساره واضطر المسؤولون لتدميره.