حطمت طائرة نفاثة غير مأهولة الرقم القياسي للسرعة عندما طارت فوق المحيط الهادئ بسرعة بلغت اقل قليلاً من سبعة آلاف ميل حوالى 12 ألف كيلومتر في الساعة، في اطار تجربة تجريها ادارة الطيران والفضاء الاميركية"ناسا"على تقنية محركات نفاثة جديدة. وطارت الطائرة"اكس-43ايه"بسرعة بلغت 9.6 ماخ في الساعة اي ما يقارب عشرة اضعاف سرعة الصوت، بعد ان رفعها صاروخ دفع الى ارتفاع بلغ نحو 110 الاف قدم حوالى 33500 متر قبل ان تنفصل. ونقلت طائرة معدلة من طراز"بي-52"الطائرة التجريبية وصاروخ الدفع الى الجو. وكانت هذه التجربة التي تمت أول من أمس، هي الثالثة والاخيرة من تجارب تجرى على هذا النوع من الطائرات المزودة بمحرك يطلق عليه اسم"سكرامغيت". ويستخلص هذا النوع من المحركات الاوكسجين من الهواء مباشرة بدلاً من حمل الاوكسجين السائل في اسطوانة، وهو ما يحدث في الصواريخ العادية. وتتوقع"ناسا"أن تفتح تقنية"سكرامغيت"الباب امام امكان تنظيم رحلات جوية أرخص وأسرع وأكثر أماناً في طبقات الجو العليا، وذلك عبر استخدام طائرات أصغر حجماً وأخف وزناً. وقال راندي فولاند، كبير الباحثين الهندسيين في المشروع، في مؤتمر صحافي أقيم بعد التجربة:"أعتقد ان الأمر اسهل مما يتصوره الناس. يمكننا فعلاً القيام بهذه الاعمال. لا أعني انه كان في غاية السهولة، الا انه بالطبع قابل للتنفيذ". وبدأ المشروع الذي يستمر ثمانية اعوام، وتبلغ كلفته 230 مليون دولار، في حزيران يونيو 2001 في شكل متعثر، عندما اضطر القائمون عليه الى تدمير أول طائرة وصاروخ الدفع الخاص بها في الجو. نجاح التجربة الثانية ونجحت التجربة الثانية في آذار مارس من العام الحالي في الوصول الى سرعة سبعة ماخ. وقالت"ناسا"إن الرحلة التي وصلت سرعتها إلى سبعة ماخ، سجلت الرقم القياسي السابق لمركبة مزودة بمحرك نفاث. وانطلقت الطائرة التي يبلغ طولها 12 قدماً 3.6 أمتار وعرضها خمسة اقدام 1.5 متر، من قاعدة"ادواردز"الجوية في الصحراء شمالي لوس انجليس، وهي مثبتة اسفل طائرة"بي-52"التابعة لناسا ظهر أول من أمس. وبعد الوصول الى ارتفاع الاطلاق فوق المحيط الهادئ، اطلقت القاذفة المعدلة الطائرة الجديدة وصاروخ الدفع الخاص بها. وطوال الرحلة، كان من المتوقع ان تواجه الطائرة الجديدة درجات حرارة تبلغ نحو ثلاثة آلاف درجة فهرنهايت 1649 درجة مئوية، وهي تزيد بنحو الثلث تقريباً عن الرحلة التي قامت بها في آذار مارس ووصلت سرعتها خلالها الى سبعة ماخ. وقال المهندسون ان مدة التشغيل التي استمرت 20 ثانية، منحتهم معلومات جديدة عن عمل المركبة عند هذه السرعة. وقال لوري مارشال، كبير مهندسي الرحلة:"لدينا معلومات كثيرة تتطلب بحوثاً لمدة طويلة". وتقول"ناسا"إنها لا تخطط لاستعادة الطائرة. وكان من المقرر اطلاق الرحلة يوم الاثنين الماضي، الا انها تأخرت يوماً بسبب مشكلات الكترونية.