نجحت وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) في محاولتها الثانية لاختبار طائرة مصممة للطيران بسرعة تعادل سبعة أضعاف سرعة الصوت يوم امس الاول من خلال طائرة تجريبية تعمل محركاتها بالاكسجين. وتتميز الطائرة بدون طيار طراز (إكس-43 إيه) بمحرك نفاث يعمل بحرق الهواء. ويجب أن تحمل جميع الصواريخ الاخرى حمولة ضخمة من الاكسوجين لحرق وقودها ولكن إكس-43 إيه تستخلص الاكسجين من الهواء وتخلطه مع الهيدروجين ليشكل وقودا لها. وتعمل المحركات النفاثة عن طريق الاحتراق الاسرع من الصوت للوقود المصحوب بتيار هوائي تضغطه حركة الطائرة إلى داخل المحرك بخلاف المحركات العادية التي تقوم ريشات مراوحها بضغط الهواء. فالهواء يجب أن يتدفق عند سرعات تفوق سرعة الصوت دون إطفاء شعلة المحرك وهي حيلة وصفتها وكالة ناسا بأنها "مثل إبقاء عود ثقاب مشتعلا وسط إعصار". وبهذه السرعة التي تفوق سرعة الصوت تستطيع الطائرات الطيران حول العالم في بضع ساعات. وبينما قال خبراء الطيران إن تكلفة تلك الرحلات ستجعل الاستخدامات التجارية لهذه الطائرة غير عملية، فإن الجيش الامريكي يجرب الطائرة بهدف استخدامها كوسيلة لاطلاق الصواريخ. وأطلقت الطائرة (إكس-34 إيه) التي يبلغ طولها 6.3 متر فوق المحيط الهادي بعد تثبيتها تحت جناح قاذفة ثقيلة طراز بي-52 ثم أسقطت من القاذفة ليدفعها صاروخ بيجاسوس موجود على متنها لارتفاع 100 ألف قدم قبل أن تبدأ الطائرة في تشغيل محركها النفاث. وأعلنت ناسا أن الطائرة حققت السرعة المستهدفة لها بالطيران لمدة 10 ثوان بسرعة 8000 كيلومتر تقريبا في الساعة. وأجريت التجربة بعد إقلاع القاذفة( بي-52) وعلى متنها الطائرة( إكس- 43 إيه) من قاعدة إدواردز الجوية في صحراء كاليفورنيا. وكانت التجربة الاولي للطائرة إكس-43 إيه قد أجريت في يونيو عام 2001 ولكنها انتهت بالفشل عندما خرج الصاروخ بيجاسوس عن مساره واضطر المسؤولون لتدميره.