سادت حال من الاسف وعدم ارتياح في معظم الدول العربية غداة اعلان تأجيل القمة العربية التي كان مقرراً ان تفتتح اليوم في تونس. وصدرت دعوات الى ضرورة عقدها سريعاً. واعربت غالبية الدول العربية عن الأسف للتأجيل، واشار بعضها الى عدم وجود سبب وجيه له. وعبرت السلطة الفلسطينية عن خشيتها من تصعيد الاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وقيادتهم، فيما دعت حركة "حماس" القادة العرب الى "الارتقاء الى مستوى التحديات". واعتبر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تأجيل القمة سيترتب عليه تداعيات "خطيرة". عبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة عن أسف بلده تأجيل عقد القمة العربية، وأكد ان البحرين "بصفتها الرئيس الحالي للدورة ال15 للقمة ستسعى وتعمل مع الأمانة العامة للجامعة العربية الى عقدها". مشدداً على "ان الظروف التي تمر بها الأمة العربية لا تحتمل التأجيل بل تدعو إلى عقد هذه القمة". الكويت وفي الكويت، أعرب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح عن أسفه لقرار التأجيل، متمنياً ان يحدد وقت لعقدها "في أقرب فرصة". ووصف رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي قرار التأجيل بأنه "نكسة كبيرة للعرب". اليمن وفي صنعاء، قال وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي: "ان اسباب التأجيل تعود الى بروز أهمية مواصلة التشاور بين الاطراف العربية الى جانب الخلافات التي حدثت خلال اجتماعات وزراء الخارجية". مصر واعربت مصر أمس عن "دهشتها واسفها" لقرار "التأجيل المفاجئ" للقمة العربية، بحسب بيان صادر عن الرئاسة نشرته "وكالة أنباء الشرق الاوسط". وذكر البيان ان "جمهورية مصر العربية ترى ضرورة عقد تلك القمة على وجه السرعة ... وترحب بعقد مؤتمر القمة في دولة المقر في أقرب وقت ممكن يتم الاتفاق عليه". المغرب وفي الرباط، قال وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ان قرار إرجاء القمة "كان مفاجئاً". مضيفاً ان بعض رؤساء الديبلوماسية العربية "صدموا وفوجئوا". وأقر الوزير بن عيسى بصعوبة معرفة حقيقة ما جرى، وقال: "لا اعتقد بأن هناك من يعرف خلفيات ما حصل"، مؤكداً ان لا مصلحة في التلويح بتكهنات، وان قرار الإرجاء يعكس وجود صعوبات. سورية واعرب وزير خارجية سورية فاروق الشرع من تونس، عن الاسف لارجاء القمة، وقال في تصريح صحافي: "نحن في سورية آسفون لقرار تأجيل القمة ولا نجد سببا وجيها لتأجيلها... ربما يكون لدى اشقائنا في تونس اسبابهم ونأمل في ان يعاد الاتصال بين قادة الدول العربية او على مستوى وزراء الخارجية العرب لاحياء فكرة عقد القمة". لبنان وفي لبنان، اعتبر رئيس المجلس النيابي رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه بري ان ب"اغتيال القمة قُتل الشيخ احمد ياسين مرتين"، معلناً عن عدم تفاجئه بإلغائها. كذلك أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس الذي قال إنه كان في جو هذا الاحتمال منذ فترة. ورأى رئيس الحكومة السابق سليم الحص ان للتأجيل "وقع الصاعقة على المواطن العربي". وانتقد وزير الخارجية اللبناني جان عبيد اعلان تونس إرجاء القمة، وقال في تصريح قبيل مغادرته تونس أمس، انه لا يمكن "فرض رأي أي دولة على أخرى". الاردن وفي عمان، قالت الناطقة باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر "نأسف لتأجيل القمة". واضافت: "نأمل الآن بأن تدعو الامانة العامة لجامعة الدول العربية لعقد مؤتمر في أقرب وقت ممكن... نعتقد بأن القضايا المطروحة على جدول اعمال القمة والتوقعات من الشعوب العربية عالية والقضايا المطروحة مهمة". وكان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر صرح في ساعة متقدمة من ليل السبت ان على الدول العربية "الاتفاق سريعا" على موعد قريب لانعقاد القمة العربية وعلى مكانها. العراق وفي بغداد، قال العضو في مجلس الحكم الانتقالي موفق الربيعي: "نأسف لهذا التأجيل اسفاً شديداً لان الامة العربية تمر بمرحلة دقيقة وخطيرة. وكنا في حاجة لعقد قمة عربية والتأجيل ليس في مصلحة الامة العربية". عمرو موسى واعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تونس بعد اعلان تأجيل القمة "ان قرار التأجيل سيترتب عليه تداعيات كبيرة" وصفها بأنها "خطيرة وذات أثر بالغ على مجمل العمل العربي المشترك". السلطة الفلسطينية وعبر وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات عن خشيته من تصعيد "الاعتداءات الاسرائيلية" ضد الفلسطينيين وقيادتهم بعد تأجيل القمة العربية في تونس. وقال: "نخشى ان يكون للامر تأجيل القمة تداعيات خطيرة وان تشهد الاراضي الفلسطينية المزيد من التصعيد والاعتداءات الاسرائيلية وتكثيف الاستيطان وبناء الجدران". "حماس" تأسف الى ذلك، قال القائد الجديد لحركة المقاومة الاسلامية حماس في الاراضي الفلسطينية عبدالعزيز الرنتيسي أمس في غزة ان قرار تأجيل القمة "مؤسف وكنا نتمنى ان ترتقي امتنا الى مستوى التحديات... لكن للاسف الشديد نرى ان الامة في تراجع مستمر". تظاهرات في مصر من جهة اخرى، تظاهر آلاف الطلاب في جامعة القاهرة وحلوان والازهر وطنطا والمنوفية وبنها وكفر الشيخ تنديداً بقرار تأجيل القمة وطالبوا القادة العرب بتنحية الخلافات جانبا والتوحد في مواجهة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والاحتلال الاميركي للعراق. الى ذلك، وصف حزب التجمع "اليساري" قرار تأجيل القمة بأنه انتصار لسياسات إسرائيل وأميركا. واعتبر الحزب الناصري ان فشل القمة دليل جديد على الضعف العربي في مواجهة المخططات الخارجية.