أنهى وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد امس جولة خاطفة في جمهوريات جنوب القوقاز زار خلالها أذربيجانوأرمينياوجورجيا، وبحث مع قادة هذه الدول في آفاق التعاون في مجال التقنيات العسكرية ومشكلة مرتفعات قره باخ، اضافة الى النزاع الجورجي - الابخازي وملف العلاقات بين تبليسي وموسكو. وتركزت محادثات رامسفيلد حول تعزيز التعاون في مجال التقنيات العسكرية مع دول المنطقة. فأكد في العاصمة الآذرية باكو التي كانت اولى محطاته ان واشنطن "مهتمة بترسيخ علاقات متينة مع دول جنوب القوقاز". وشدد على "ان امن دول المنطقة واستقلالها مهم جداً بالنسبة الى واشنطن". وأشار الى ان الادارة الاميركية تسعى الى تطوير تعاونها في مختلف المجالات وعلى رأسها العسكرية، مشيراً الى تنامي دور اذربيجان وأهميتها الجيوسياسية، خصوصاً في ضوء الظروف الجديدة في العالم. وأبلغ رامسفيلد الرئيس الأذري حيدر علييف ان الولاياتالمتحدة تنوي في الايام القليلة المقبلة إلغاء التعديل الرقم 907 في قانون الحريات الذي كان أقرّه وحرم بموجبه اذربيجان من تلقي مساعدات حكومية اميركية. وأشار الى ان العلاقات بين الجانبين ستشهد تطوراً متسارعاً بعد هذا التعديل في مجالات التعاون العسكري. ومعلوم ان موسكو تنظر بقلق الى تزايد النفوذ الاميركي في الجمهوريات السوفياتية السابقة جنوب القوقاز. ويرى مراقبون ان دور موسكو يتقلص تدريجاً في منطقة كانت تعدها منطقة نفوذ استراتيجي لها. وكانت موسكو تحفظت عن تجاهل دور الوساطة الذي قامت به لسنوات في مشكلة قره باخ عندما دعت الولاياتالمتحدة طرفي النزاع الى مؤتمر خاص عقد في واشنطن لمناقشة هذه المشكلة. وكان هذا الملف احد محاور محادثات رامسفيلد في باكو ويريفان. وذكر السفير الاميركي في أرمينيا جون اوردفي ان الولاياتالمتحدة ستضاعف جهودها من اجل التوصل الى حل لمشكلة قره باخ. وأشار الى ان التقارب الروسي - الاميركي سيسهم في التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف. وملف قره باخ ليس النقطة الخلافية الوحيدة، إذ لفت الانتباه تطرق محادثات رامسفيلد الى النزاع الجورجي - الابخازي الذي يعد من القضايا التي حرصت موسكو على لعب دور فيها. كما ناقش الوزير الاميركي في تبليسي العلاقات الجورجية - الروسية. وذكر عضو لجنة الدفاع في البرلمان الجورجي غيورغي باراميدزه ان الولاياتالمتحدة ستقدم مساعدات عسكرية جديدة الى القوات المسلحة الجورجية. وأشار الى ان تبليسي مهتمة ب"تحقيق توازن بين نفوذ كل من الولاياتالمتحدة وروسيا في المنطقة". وكانت العلاقات الروسية - الجورجية شهدت تدهوراً حاداً خلال الآونة الاخيرة وتبادل الطرفان الاتهامات. ومن جهتها، اتهمت تبليسي موسكو بمساعدة الانفصاليين الابخاز، فيما ترى موسكو ان جورجيا تحولت "قاعدة للارهاب". وتشير الى ان المقاتلين الشيشان يجدون فيها ملجأ آمناً ينطلقون منه لتنفيذ عملياتهم في الاراضي الروسية. ويرى المراقبون ان بحث ملف علاقات تبليسي مع موسكو والاعلان عن مساعدات عسكرية جديدة للجورجيا سيزيدان العلاقات الجورجية - الروسية تعقيداً. وكانت موسكو تأمل ان تمارس واشنطن ضغوطاً على الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه من اجل طرد المقاتلين الشيشان الذين يتمركزون في بلاده.