يرعى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، المباراة النهائية لمسابقة كأس ولي العهد المقررة بين الاتحاد والاهلي اليوم على ملعب الملك فهد في الرياض. وللمرة الأولى، يتولى طاقم تحكيم برتغالي مكون من كاردوسو ايورتيز باتيستا وسيلفا كاربينال وجانفارو ليتي قيادة مباراة سعودية خالصة في المملكة. واللافت ان المباراة بدأت فعلاً قبل ان تنطلق صفارة البداية، إذا انتقل الفريقان وجماهيرهما من مدينة جدة الى الرياض، وينتظر ان تكتظ مدرجات ملعب الملك فهد بعشرات الآلاف منهم. واختار الاتحاد المقر ذاته الذي سكنه العام الماضي عندما فاز على الاهلي في نهائي الدوري، بل انه استأجرالحافلة ذاتها التي تنقل فيها لاعبوه العام الماضي... بينما استعد الاهلاويون لتناول الوجبات البحرية. وستأخذ المباراة الطابع البرازيلي، لأن المدربين خوسيه كاندينو على الجانب الاتحادي ومواطنه فلاومير لورزو على الجانب الاهلاوي هما من سيدير المباراة فنياً، ووصول فريقيهما الى النهائي صب في مصلحة تفوق المدرسة البرازيلية ذات الجذور الراسخة في الملاعب السعودية. ولا يقتصر المذاق البرازيلي على المدربين فقط، بل يشمل ابناء جلدتهما تشيكو وديمبا في صفوف الاتحاد وانطونيو وكيم ورجيرو في الاهلي... وقدم هذا الخماسي عروضاً جيدة خطفوا بها الأضواء خلال الموسم الحالي. ومباراة الليلة هي تكرار لسيناريو نهائي دوري خادم الحرمين الشريفين العام الماضي الذي التقى فيه الفريقان على الملعب ذاته ويومها فاز الاتحاد 3-2، والسؤال: هل يرد الاهلي الدين هذا المساء ويصفي حسابات طويلة مع منافسه تمتد الى العالم 1997حين نجح الاتحاد في الفوز ببطولات المواسم الثلاثة. ومنذ ذلك العام ظل الاتحاد عاملاً مشتركاً في النهائيات السعودية، بل انه اصبح الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه وبات ظاهرة حقيقية بسبب صعوبة ايجاد فريق محلي يستطيع هزيمة "العميد"، وهو الذي سجل رقماً قياساً بخوضه 31 مباراة من دون اي هزيمة. وسيلعب الليلة مدافع الاهلي محمد الخليوي امام فريقه السابق الاتحاد، والعيون ستراقب ما سيقدمه هذا الخبير بعدما تقلد شارة القيادة، وسيراقب النقاد الليلة ايضاً مهاجم الاهلي الدولي طلال المشعل الذي دارت اشاعات حوله وانه تلقى اغراءات من الاتحادي للانتقال اليه... وسيقارن الجمهور بين عطائه بصفته افضل لاعبي الاهلي وبين ما سيقدمه ابرز لاعبي الاتحاد محمد نور الذي يفضل الظهور في النهائيات الكبرى. والليلة ايضاً سيكون ظهير الاهلي الايسر حسين عبدالغني تحت الانظار بسبب انفلات اعصابه الدائم امام الاتحاد، والسؤال هل سينجح هذه المرة ويستمر حتى نهاية المباراة ام يطرد على غرار ما حدث في المرات السابقة؟ وبمقارنة بين صفوف الفريقين، نجد ان الاتحاد يتفوق في حراسة المرمى بوجود حارس المنتخب السعودي الاول مبروك زايد وهو يفوق حارس الاهلي الشاب فهد الشمري، وفي الدفاع ترجح كفة الاتحاد ايضاً بوجود الدوليين تكر والمنتشري والمصري اسلام الشاطر، الا ان الاهلي يتفوق في مركز الظهير الايسر بوجود عبدالغني، وفي الوسط تبدو الكفة متوازنة بوجود شيكو ونور والعويران في الاتحاد والسويد وانطونيو وصاحب العبدالله وتيسير الجاسم في الاهلي، وفي الهجوم تبدو الكفة الاهلاوية هي الارجح بوجود المشعل وروجيرو وكيم في مقابل حمزة وديمبا واليامي. واذا كنا نتوقع ان تحفل المباراة بالكثير من الاثارة، الا ان الزميل الكاتب عبدالله اليامي في صحيفة الرياضية يرى عكس ذلك "انصح من يشتكون من الضغط او السكر من عشاق الاهلي والاتحاد طبعاً...أو ممن لديهمم آلام في القولون او اية امراض في القلب بعدم مشاهدة اللقاء النهائي على كأس ولي العهد، وعوضاً عن مشاهدة المباراة انصح بالخروج من المنزل قبل بداية المباراة بساعة، والاتجاه الى اقرب طريق سريعة، مع اقفال الهاتف الجوال والاستماع الى ما يهدئ الاعصاب ويجعلها تسترخي، فالاطباء ينصحون بذلك لإنعاش القلب. اما البدناء من مشجعي الفريقين فأنصحهم بتقليدي واستغلال وقت المباراة لممارسة رياضة المشي، ولكن لا بد ايضاً من اقفال الجوال، اما النوم فلا انصح به لأن الهواجس والكوابيس لن تترك لأحد فرصة لينام بهدوء. هذه ليست دعوة للابتعاد عن مشاهدة المباريات، ولكن بصراحة لقاء كهذا يذكرني بقول الحجاج بن يوسف: ارى رؤوساً اينعت وحان قطافها، "ففيه ستتلاعب اقدام اللاعبين طوال 90 دقيقة بقلوب ملايين المشاهدين".