انطلقت الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية العرب في تونس امس تمهيدا لعقد القمة العربية الاثنين المقبل، وسط تأكيدات بان القضية الفلسطينية ستكون ذات أولوية على جدول المواضيع المطروحة على البحث، اضافة الى موضوع العراق والاصلاحات في الشرق الاوسط. وفيما من المقرر ان يطرح اليمن "خريطة طريق" لتسوية القضيتين العراقية والفلسطينية، قال مصدر ديبلوماسي ان القمة ستتبنى المشروع المصري للإصلاحات في العالم العربي. واكد الرئيس حسني مبارك انه سيطرح على القمة المقبلة، مشروع بلاده للاصلاح، الى جانب خطة لتطوير وتحديث آليات الجامعة العربية، في حين اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان القمة ستبدأ بالبحث في اصلاح الجامعة، لكن اقرار هذا الاصلاح سيرجأ الى قمة الجزائر العام المقبل. بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم في تونس امس لوضع اللمسات الاخيرة على مشاريع التوصيات التي سترفع الى الملوك والرؤساء العرب في قمتهم المقررة في العاصمة التونسية في 29 و30 آذار مارس. وستسعى القمة العربية الى ادخال اصلاحات على هيكلية الجامعة العربية، كما ستدعو الى "تفعيل مبادرة بيروت" التي اطلقت عام 2002 لحل الصراع العربي - الاسرائيلي. وستشير في بيانها الختامي الى اغتيال الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين، كما ستشير الى احتمال تدهور الوضع على الارض في شكل ينسف فرص السلام. وافاد مصدر ديبلوماسي عربي في تونس ان القمة ستتطرق الى اغتيال الشيخ ياسين، لكن من دون ادراج هذه المسألة ك"نقطة منفصلة" على جدول اعمال القمة. وكشف المصدر ان هناك اتجاهاً لاعتماد مشروع قدمته مصر للاصلاح في العالم العربي، في ظل الحاح اميركي في هذا الشأن. وكان كل من مصر وتونس قدم مشروعا للاصلاحات في العالم العربي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مطلع الشهر الجاري. ويدعو المشروع المصري الى "توفير المناخ الضروري لنجاح حركة التحديث والتطوير والاصلاح، ما يتطلب توفير العدالة والقضاء على مشاعر الاحباط واليأس من خلال تسوية القضية الفلسطينية على اساس انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية". في غضون ذلك، اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان اصلاح الجامعة ستبدأه قمة تونس الاثنين المقبل على ان تقره قمة الجزائر عام 2005. وقال للصحافيين على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة ان برنامج اعادة الهيكلة سيبحثه القادة العرب في تونس في وقت واحد مع مشروع مصري وافكار اردنية عن الموضوع ذاته. وكان مجلس جامعة الدول العربية اوصى الثلثاء الماضي بتأجيل الاصلاحات الى عام 2005 بعدما كان متوقعاً ان يُصادق عليها خلال قمة تونس نهاية اذار مارس الجاري وفقا لمسودة البيان الختامي. وافادت المسودة ان "هناك اتجاهاً قوياً لتأجيل البت في مشاريع تطوير الجامعة العربية الى القمة العربية في الجزائر عام 2005". وأكد موسى أن قمة تونس ستكون "قمة الحسم لاننا كعرب في موقف لا ينفع معه التردد". وشدد على أن الخيار الاستراتيجي العربي للسلام قائم لكن حكومة إسرائيل غير جاهزة للسلام، ووصفها بأنها حكومة "قتل وحرب"، مؤكداً أن حديث السلام معها "مضيعة للوقت وخداع للنفس". وأضاف في تصريحات أن اغتيال الشيخ ياسين تطور خطير وسيكون محل نقاش بين القادة العرب، مشيراً إلى أن الاولوية ستكون للقضية الفلسطينية. في غضون ذلك، كشف مسؤول فلسطيني ان الرئيس ياسر عرفات سيتحدث الى القمة العربية الاثنين المقبل من مقره العام في رام الله من خلال اتصال مباشر عبر الاقمار الاصطناعية. واوضح ان السلطات التونسية "شجعت" هذه الوسيلة التي تتيح للرئيس الفلسطيني القاء كلمته التي حرم منها خلال القمتين السابقتين في بيروت عام 2002 وشرم الشيخ عام 2003.