أوصى مجلس جامعة الدول العربية المنعقد على مستوى المندوبين الدائمين أمس الثلاثاء في القاهرة، بتأجيل مشروع إصلاح الجامعة العربية الى القمة التي يفترض أن تعقد في الجزائر عام 2005 بعد ان كان متوقعا ان تتم المصادقة عليه خلال قمة تونس القادمة بعد أسبوع، وفقا لما جاء في مسودة البيان الختامي الذي أفاد بأن هناك اتجاها قويا لتاجيل البت في مشاريع تطوير الجامعة العربية الى القمة العربية في الجزائر عام 2005. وسيرفع هذا الاقتراح الى مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد في 27 و28 اذار مارس في تونس قبل ان يعرض على مصادقة القادة العرب في القمة المقرر عقدها في 29 و30 من نفس الشهر. وفي مطلع الشهر الجاري وفي اعقاب اجتماع استثنائي في القاهرة تبنى وزراء الخارجية العرب وثيقة مشتركة حول تطوير الجامعة العربية في اطار الاعداد لقمة تونس. وينص المشروع على تعديل حق التصويت في الجامعة باقامة ثلاثة انواع من عمليات التصويت: بالاغلبية البسيطة للقضايا العادية، واغلبية الثلثين للقضايا الاكثر اهمية، وبالاجماع للقضايا الاستراتيجية، يشار الى ان الجامعة تتخذ حاليا قراراتها بالاجماع. واقترح مشروع الاصلاح ايضا انشاء برلمان عربي ومجلس امن عربي ومصرف عربي للاستثمار ومحكمة قضائية عربية ومجلس عربي عالي للثقافة. كما تم التطرق لانزال عقوبات بالاعضاء الذين لا يحترمون قرارات القمم العربية وادخال تعديلات على طريقة تسيير المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي. ويتكون هذا المشروع لاصلاح الجامعة العربية من مجموعة افكار اقترحتها دول عديدة منها مصر وسوريا والسعودية وجمع بينها الامين العام للجامعة عمرو موسى. وكلف عمرو موسى ايضا بالاعداد للهيكلة الجديدة للجامعة بحلول 2005. وبشان العجز المالي في موازنة الجامعة الذي تسبب في تجميد 240 برنامجا في مجالات التربية والصحة بشكل خاص على مستوى الجامعة دعيت الدول الاعضاء الى تسديد 10% من المتأخرات المالية التي بلغت اكثر من مئة مليون دولار اضافة الى حصتها السنوية. كما أعلن مجلس الجامعة في مسودة البيان أن القمة العربية التي ستعقد في تونس ستعمل على تفعيل خطة السلام المقررة في قمة بيروت في 2002 ودعت اللجنة الرباعية الى تطبيقها. وقرر المجلس المنعقد على مستوى المندوبين الدائمين دعوة الادارة الاميركية واللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) الى استئناف العمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل على اسس مبادرة السلام العربية. وتنص خطة السلام العربية التي اقترحتها السعودية بشكل خاص على اقامة علاقات عادية بين البلدان العربية واسرائيل في مقابل انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي المحتلة في حزيران يونيو 1967 بما فيها القدسالشرقية. وسيتم التطرق الى اغتيال الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في اطار النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لكن لن تدرج نقطة في جدول الاعمال في هذا الصدد على ما افاد لوكالة فرانس برس دبلوماسي عربي شارك في اعمال المجلس التي جرت في جلسة مغلقة. وفي رسالة كتبها قبل اغتياله بالصواريخ الاسرائيلية فجر أمس الأول وموجهة الى القمة العربية، ناشد الشيخ احمد ياسين القادة العرب بذل قصارى جهدهم لمواجهة القوات الاسرائيلية والقوات الامريكية التي تحتل العراق. ونقلت رويترز عن أعضاء في حماس أنهم سيبعثون بالرسالة الى قمة تونس. وقال الشيخ ياسين ارض فلسطين ارض عربية اسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل اليهود الصهاينة ولن تعود الا بقوة السلاح، اننا نناشدكم ان توقفوا كل اشكال التطبيع مع هذا العدو وان تغلقوا سفاراته وقنصلياته ومكاتبه التجارية وان تفعلوا المقاطعة العربية وان توقفوا الاتصال به والتعاون معه. وحث ياسين الدول العربية على تقديم اقصى ما يمكن من عون للعراقيين. وقال اننا نناشدكم ان تقدموا كل اشكال الدعم للعراق الشقيق وشعبه حتى يتحرر من الاحتلال الامريكي لأن نصرة العراق وشعبه هي نصرة لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني. واختتم الشيخ ياسين رسالته قائلا هذا ما أردت ان انصح به .. وأسأل الله ان يجمع كلمتكم لنصرة دينه وان يوحد صفكم على ما فيه خير الامة ورفعتها.