ذكر في جريدتكم "الحياة" في 16/3 مقالٌ كتبه تركي علي الربيعو، وعنوانه "البنية القبيلة للمجتمع الكردي في سورية" أن قبيلة شمر أخذت خوة من الأكراد، أو طيء تحديداً، علماً بأن هناك قبائل كثيرة في الجزيرة السورية. ومن قراءتي للمقال اتضح لي ان الكاتب لا يفقه شيئاً عن القبائل، ومعلوماته ضحلة وانتهازية. وأردت أن أوضح للكاتب انه لا يعرف تاريخ قبيلة طيء، وأن الظرف عصيب، ويجب علينا جميعاً ترتيب صفوفنا، ونبذ النعرات، وخصوصاً نحن أهل القبائل العربية والكردية في الجزيرة السورية، والالتفات الى المصلحة العليا وهي الوطن. وقبيلة شمر عريقة، أجلّها وأحترمها وتربطني بها صلة رحم وجيرة. وللعلم، فإن أغلب قبيلة شمر هم من بطون طيء. ويدّعي الكاتب انها أعطت خوة لقبيلة شمر، ولا يعلم ان فخر قبيلة شمر هو فخر لطيء. والتاريخ أمانة، والعبث به يعتبر جريمة في حق الشعوب. وأنت، استاذ تركي، أسأت لتاريخ قبيلة طيء، ويجب عليك الاعتذار. وأريد أن اعطيك نبذة بسيطة من تاريخ هذه القبيلة. ان قبيلة طيء غنية عن التعريف، ويكفيها فخراً حاتم الطائي الذي أصبح عنوان الكرم، وتفخر به كل القبائل العربية. وتمتد جذورها من اليمن أصولاً الى المملكة العربية السعودية وحائل، وصولاً الى الخليج العربي والأردن وإيران والعراق وسورية ومصر. وتاريخها يشهد به القاصي والداني، من البطولة وعنوان الكرم ومقارعة الاستعمار. وكانت في طلائع الفتوحات الاسلامية الى أن استقرت في هذه الدول التي ذكرت، ولم تعطِ خوة الى أي قبيلة. وهذا للعلم فقط. عزيزي تركي! أرجو أن تقرأ كثيراً، وتبحث قبل أن تعطي معلومات غير دقيقة ومغلوطة ترضي بها بعض النفوس المغرضة، وعليك أن تكون صادقاً مع نفسك قبل الآخرين. والدليل على ذلك انجاز أضخم الأعمال التلفزيونية عن هذه القبيلة وكتابة مجلدات تزخر بها المكاتب العربية من دون أي مقابل من شخص. وهذا شاهد على تاريخ وعراقة هذه القبيلة. جدة - عدي الطائي