سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عواصم الشرق الأوسط تحبس أنفاسها ... وغزة غاضبة خرجت في وداع الشيخ أحمد ياسين و"القسام" تتوعد ب"رد مزلزل". شارون يغتال زعيم "حماس" والحرب مفتوحة بلا ضوابط
اطلق قيام الجيش الإسرائيلي باغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس "حركة المقاومة الإسلامية" حماس أمس في غزة موجة من الغضب في العالم العربي والإسلامي وموجة من الإدانة في الدول المعنية باستقرار المنطقة والسلام فيها. راجع ص6 و7 و8 وحبست عواصم الشرق الأوسط أنفاسها متخوفة من أن تؤدي الجريمة إلى اطلاق دورة غير مسبوقة من العنف قد يصعب ضبطها داخل مسرح المواجهة الحالية. وعبرت جهات عدة عن خشيتها من أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون نجح في قلب الطاولة وخلط الأوراق. ولاحظت المصادر أن اغتيال شخص بحجم الشيخ ياسين يسدد ضربة إلى منطق التفاوض نفسه وإلى قدرة السلطة الفلسطينية على اعتماده مجدداً. وأشارت إلى أن الجريمة وجهت ضربة إلى الوساطة المصرية والجهود الأردنية ومعها التحركات البريطانية والأوروبية لانعاش عملية السلام. ورأى مراقبون أن خروج أهالي غزة في تشييع قائد "حماس" يرسخ حضور الحركة التي تعهد جناحها العسكري، ومعه سائر الفصائل الوطنية والإسلامية، ب"رد فوري مزلزل" على جريمة الاغتيال التي رأى فيها قياديون من "حماس" بداية ل"الحرب المفتوحة". وأضاف المراقبون ان اغتيال ياسين ينذر باضرام الحرائق والمشاعر في منطقة تعيش أصلاً على دوي الانفجارات في العراق وفصول "الحرب على الإرهاب" وذيولها. وأعرب هؤلاء عن قلقهم من أن يكون شارون تعمد اغتيال عملية السلام برمتها لمضاعفة رياح عدم الاستقرار في المنطقة. وشددوا على أن إعلان واشنطن أنها لم تكن على علم مسبق بعملية الاغتيال لا يعفيها من مسؤولياتها خصوصاً أن شارون يتصرف وكأنه يملك تفويضاً بقيادة "الشق الفلسطيني من الحرب على الإرهاب". ووسط الغليان في الضفة الغربيةوغزة ومظاهر الاحتجاج في عمّان وعودة السخونة إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تزايدت الأسئلة عن مرحلة ما بعد اغتيال الشيخ ياسين. وكانت اسرائيل اغتالت الشيخ ياسين في قصف صاروخي استهدفه بعد ادائه صلاة الفجر واسفر عن استشهاد سبعة اشخاص آخرين. وفور انتشار نبأ الاغتيال، خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين الى الشوارع في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية في تظاهرات عارمة أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين آخرين، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الى 12 فلسطينياً. الحداد ثلاثة ايام وفيما أعلنت الحكومة الفلسطينية الحداد ثلاثة ايام، ودعت مجلس الامن للانعقاد لمناقشة ما اسمته "جريمة الحرب البشعة"، حملت "حماس" اميركا مسؤولية اعطاء اسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ عملية الاغتيال، في حين تعهدت الفصائل المسلحة "قتل مئات الصهاينة". وسجل امس استئناف المقاومة الفلسطينية عمليات اطلاق النار على مستوطنتي "غيلو" قرب بيت لحم و"بساغوت" قرب البيرة بعد توقف دام أشهراً. وفي اسرائيل، هنأ رئيس الحكومة ارييل شارون المؤسسة الامنية على نجاح العملية، متعهداً مواصلة "الحرب على الارهاب"، فيما وصف وزير الدفاع شاؤول موفاز الشيخ ياسين ب"بن لادن الفلسطيني"، كما حذر مسؤول اخر الرئيس ياسر عرفات من مصير مماثل. وسعت الحكومة الاسرائيلية الى ايصال رسالة ل"حماس" مفادها ان الحركة لن يكون بمقدورها الادعاء أنها ارغمت اسرائيل على الانسحاب من قطاع غزة. ورأى معلقون اسرائيليون ان "صدمة" الانسحاب من جنوبلبنان ما زالت تلاحق الجيش الاسرائيلي الذي يريد الانسحاب من غزة منتصراً.