أكدت مصادر أمنية أن الفيديو الذي أعلن فيه ملثم أطلق على نفسه اسم "أبو دجانة الأفغاني" مسؤولية "القاعدة" عن اعتداءات مدريد، سجله مغربي لم تعلن هويته وذلك في مدريد بعد الاعتداءات الأسبوع الماضي. وفي غضون ذلك، أمر قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية خوان ديل أولمو، بعد تحقيق طويل أجراه مع المعتقلين الذين يتهمهم بالتورط في تفجير أربعة قطارات في مدريد، بإيداع المغاربة: جمال زوغام و أخيه لأمه محمد الشاوي ونسيبهما محمد بقالي دكتور في الفيزياء، السجن غير المشروط. وعزلهم في زنزانات منفردة من دون السماح لهم بالاتصال ببعضهما البعض ولا بالغير، إلى حين تقدم التحقيقات. ووجهت إلى المغاربة اتهامات بقتل نحو 200 شخص في مدريد الأسبوع الماضي. وإلى الآن، تؤكد مصادر أمنية أن أهم دليل على تورط زوغام هو عبارة عن قطعة من البلاستيك يبدو أن الشرطة وجدتها في المحل الذي يملكه وهي تعود لهاتف كان موجوداً في حقيبة لم تنفجر في أحد القطارات وهو مكسور من جانبه و تنقصه هذه القطعة الصغيرة بالذات. وبشأن المتفجرات، يبدو أن المعتقل الإسباني الذي يعمل في منجم بمدينة أفيليس الشمالية، سرقها من هناك حيث كانت مخزنة. وتبين أن هذه المتفجرات وهي من نوع "غوما 2" صنعت في معمل للمتفجرات في محافظة بورغوس المحاذية لبلاد الباسك في آخر شباط فبراير الماضي، لتصديرها إلى أوروبا. وبالنسبة إلى هذا الإسباني و للأربعة الآخرين جميعهم مغاربة الذين اعتقلوا خلال الساعات الأخيرة الماضية، فإن القاضي لن يبدأ بالتحقيق معهم قبل الأسبوع المقبل خصوصاً أن الشرطة أودعته تقارير ومحاضر تحقيقات تقارب الألف صفحة، يتعين أن يطلع عليها. ومن بين المعتقلين محمد شدادي شقيق سعيد شدادي الموقوف بأمر من القاضي بالتاسار غارثون بتهمة انتمائه إلى خلية إسبانية لتنظيم "القاعدة" إلى جانب عماد الدين بركات "أبو دحدح" الذي كان طلب لقاء القاضي غارثون وشرح له علاقته بالمعتقل جمال زوغام. وأكد أن هذه العلاقة لم تتعدَّ كونها تجارية إذ "اشترى منه بطاقة لهاتفه وتناول معه فنجان قهوة". ويملك شدادي محلاً لبيع الملبوسات في وسط العاصمة بالقرب من مركز الاتصالات وبيع الهواتف والبطاقات الذي يملكه زوغام. ونفى سعيد شدادي الأخ الأصغر لمحمد والعاملون في المحل الذي فتح أمس أبوابه كالعادة، بعدما كانت الشرطة عمدت إلى تفتيشه، أي علاقة لمحمد بما حصل في مدريد. زوغام بكى أمام القاضي أما بالنسبة إلى زوغام، فبكى أمام القاضي نافياً أي علاقة له باعتداءات مدريد، مشيراً إلى أنه كان في منزله عندما انفجرت القطارات. وانصرف بعد إدلائه بأقواله إلى الصلاة. كذلك نفى بقالي والشاوي علاقتهما بالانفجارات. وقالا إنهما كانا نائمين في منزليهما وقت الاعتداءات. وأودع الهنديان الموقوفان السجن من دون عزل وتردد أنهما قد يخرجان قريباً. كما خرج الجزائري علي عمروس الذي كان اعتقل في بلاد الباسك بتهمة تهديده أفراد الشرطة الإقليمية في القيام "بعملية يقع فيها عدد كبير من القتلى تملأ شارع كاستيانا وآتوتشا اسم محطة القطارات". وأكد القاضي أن لا أدلة على كل ذلك. وفيما تسود أوساط الجاليات المغاربية والعرب في اسبانيا، حال من الهلع والقلق خوفاً من ردود فعل انتقامية، قالت مصادر في السفارة المغربية في ليشبونة انها تلقت طرداً مشبوهاً، لكن تبين انه كان مجرد انذار كاذب بوجود الجمرة الخبيثة. ودعت وزيرة الجاليات المغربية نزهة الشقروني أمس الى التزام الانضباط. ووجهت نداء الى الجاليات المغربية في البلدان الأوروبية وغيرها من المناطق لادانة تفجيرات مدريد. وحضت المغاربة على التزام التسامح و"مناهضة كل أشكال الارهاب والعنف والتطرّف".