قالت وزيرة خارجية اسبانيا آنا بلاسيو ان زيارتها الرسمية التي بدأت امس للمغرب كانت مقررة قبل الانتخابات الاشتراعية التي خسرها الحزب الشعبي الاحد، وانها تندرج في سياق دعم العلاقات بين البلدين. واضافت ان الزيارة ترتدي بعداً خاصاً كونها آخر زيارة لها للمغرب بصفتها رئيسة الديبلوماسية الاسبانية. وقال وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ان الوزيرة بلاسيو سبق ان ابدت الرغبة في زيارة المغرب بعد زلزال الحسيمة المدمر للتعبير عن تضامنها مع المغاربة، الا ان الزيارة ارجئت بسبب الانتخابات وتداعيات تفجيرات مدريد الارهابية. وحرص بن عيسى على تأكيد استمرارية العلاقات المغربية الاسبانية في عهد الحكومة الحالية والقادمة. لكن اوساطاً ديبلوماسية ترى ان العلاقات بين الرباطومدريد مرشحة للتطور ايجاباً في عهد الاشتراكيين على رغم تداعيات التفجيرات الاخيرة، كون الحزب الاشتراكي العمالي راهن دائماً على تحسين علاقات البلدين وانتقد في وقت سابق تصرفات زعامة الحزب الشعبي الذي خسر انتخابات الاحد لناحية الدخول مع المغرب في مواجهات "لا فائدة منها" بسبب خلافات "في الامكان حلها عن طريق الحوار". وفيما يتردد ترشيح ثلاثة اسماء اسبانية لتولي حقيبة الخارجية في مدريد في مقدمها خافيير سولانا المسؤول في الاتحاد الاوروبي وانخيل موراتينوس الذي عمل مبعوثاً للاتحاد الاوروبي في الشرق الاوسط، اضافة الى مانولو مارين المسؤول في اللجنة الاوروبية، لاحظت مصادر ديبلوماسية في الرباط ان الاختيار في هذا النطاق سيركز على البعد الاوروبي، بارتباط مع تطوير العلاقات مع بلدان شمال افريقيا، خصوصاً المغرب الذي اعترت علاقاته مع اسبانيا شوائب عدة بلغت ذروتها عبر ازمة جزيرة "ليلى" في صيف 2002. وسبق لزعيم الحزب الاشتراكي العمالي خوسيه لويس ثاباتيرو ان زار المغرب مرات عدة، وحض رئيس الوزراء الاسباني المغادر خوسيه ماريا اثنار الى جعل العلاقات مع الرباط ضمن اولويات حكومته نظراً على الارتباطات التاريخية والاستراتيجية بيد انه من السابق لأوانه الكلام عن تحول جذري في سياسة الحكومة الاسبانية الجديدة ازاء كافة الملفات العالقة مع المغرب. ويرى ديبلوماسيون ان عودة اسبانيا الى الفضاء الاوروبي على نقيض التحالف السابق مع الولاياتالمتحدة خصوصاً على صعيد العلاقات مع فرنسا والمانيا قد تدفع في اتجاه تفهّم المطالب المغربية في قضية الصحراء التي تحظى بتفهّم فرنسي بالغ، سيما وان العلاقات بين فرنساواسبانيا شابتها خلافات في التعاطي وملف الصحراء. وكانت حكومة اثنار تنظر الى اختيار فرنسا لرعاية "الاتفاق الاطار" الذي اقترحه الوسيط الدولي جيمس بيكر بمثابة ابعاد لها عن التعاطي المباشر مع الملف. ويذهب مراقبون الى الربط بين تطورات المنافسة الاوروبية الاميركية في منطقة شمال افريقيا واقتراب خيارات الحزب الاشتراكي الاسباني من التوجهات العامة الاوروبية. اذ يشكّل الموقف من نزاع الصحراء في نطاق دعم جهود الاممالمتحدة واحداً من الاشكاليات المطروحة. وترى المصادر ذاتها ان حلحلة الموقف من ملف الصيد الساحلي الذي كان يعكّر اجواء العلاقات المغربية الاسبانية يعتبر ورقة ايجابية سيستخدمها الاشتراكيون في الانفتاح اكثر على المغرب، طالما ان الاخير ابدى تفهماً لأوضاع الصيادين الاسبان بعد كارثة غرق الباخرة "بريستيج" وسمح لاسطول الصيد البحري بالصيد في السواحل المغربية. وقد تلتقي السياسة المغربية مع التوجهات الاسبانية في نطاق الحرب ضد الهجرة غير الشرعية، وان كان الارجح ان الرعايا المغاربة سيكونون اكثر تضرراً من سياسة التشدد الاسباني في هذا المجال. الا انه من غير الوارد ان يطرأ جديد في سياسة مدريد ازاء ملف المدينتين المحتلتين شمال المغرب سبتة ومليلية.