سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل 9 مدنيين بينهم 4 مبشرين ... وبريطانيا وأميركا تسعيان الى طمأنة اسبانيا والحلفاء . لندن وواشنطن مع قرار دولي جديد والسيستاني لا يرفض دوراً للأمم المتحدة
بدأت الولاياتالمتحدةوبريطانيا تحركاً مكثفاً لاحتواء مضاعفات عزم رئيس الوزراء الاسباني المنتخب خوسيه لويس ثاباتيرو على سحب قواته من العراق. ولطمأنة مدريد وحلفائها الآخرين أعلنت واشنطن أمس استعدادها لدرس استصدار قرار جديد من الأممالمتحدة واعطائها دوراً حيوياً في نقل السيادة الى العراقيين. وأكدت بريطانيا تأييدها ب"قوة" صدور قرار دولي، آملة بمناقشة نوع القرار الذي يريده الاسبان لإبقاء قواتهم في العراق. وفي نيويورك، أعلن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي أمس أنه تلقى رسالة من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني أكد فيها انه مع استمرار المنظمة الدولية في لعب دور في العراق، نافياً أنباء عن معارضته عودة الابراهيمي الى بغداد. ميدانياً قتل تسعة مدنيين بينهم أربعة مبشرين ومهندس ألماني وآخر هولندي، كما قتل ثلاثة من أفراد الشرطة العراقية. في واشنطن، صرح الرئيس جورج بوش أمس بأن العراقيين لا يريدون ان تنسحب القوات الأجنبية من بلادهم. وقال إثر اجتماع مع رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندي: "لا بد أن نبقى الى جانب الشعب العراقي في وقت يبدأ عملية ستقوده الى حكومة مستقلة". ورداً على سؤال عن رغبة أكثرية الشعب الهولندي في سحب الجنود الموجودين في العراق والبالغ عددهم 1300 عسكري، قال بوش: "عليهم ان يسألوا المواطنين العراقيين رأيهم، لأن هؤلاء لا يريدون للقوات الأجنبية ان تنسحب. انهم يريدون أن يكونوا أحراراً". وأضاف: "أذكر الهولنديين بأن تنظيم "القاعدة" ناشط في العراق لسبب وحيد، هو أنه يعلم ان العراق مركز مكافحة الارهاب". وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان أمس ان واشنطن مستعدة للنظر في استصدار قرار جديد للأمم المتحدة يحدد تفاصيل اجراءات العملية السياسية بعد نقل السلطة الى العراقيين في 30 حزيران يونيو المقبل. وأضاف: "كنا دائماً نقول ان للأمم المتحدة دوراً حيوياً تلعبه. لقد لعبت في السابق دوراً حيوياً وساعدت في دراسة فرص تنظيم انتخابات ونعتقد بالتالي ان للأمم المتحدة دوراً حيوياً تلعبه في المستقبل". وزاد ان "الظروف ستتغير أساساً بعد أول تموز يوليو وسيكون من الملائم حينها اعادة النظر في القرارات 1511 و1483 و1500 ولا سيما في القرار 1511"، الذي أعطى الشرعية لوجود قوات "التحالف" بقيادة اميركية للمشاركة في إرساء الاستقرار في البلاد وطلب من مجلس الحكم الانتقالي تحديد جدول زمني لصوغ دستور وتنظيم انتخابات. في هلسنكي، رحب وزير الدفاع البريطاني جيفري هون أمس، بطلب ثاباتيرو استصدار قرار جديد من الأممالمتحدة، وقال على هامش زيارة رسمية لفنلندا: "حسب فهمي لموقف ثاباتيرو فإن الاسبان سيسحبون قواتهم إذا لم يصدر قرار دولي جديد قبل 30 حزيران". وأضاف: "اننا نؤيد بقوة صدور قرار دولي جديد ونعمل باتجاه استصداره. آمل بأن نتمكن من مناقشة نوع القرار الذي يطلبه الاسبان". وزاد ان "الحكومة البريطانية تعتقد بأن ذلك سيساعد موقفنا في العراق". في نيويورك، قال الابراهيمي ان السيستاني أكد في رسالته الى أنان انه يريد أن "تستمر الأممالمتحدة في لعب دور في العراق". ولم تستبعد مصادر المنظمة الدولية ان يعود الابراهيمي الى بغداد شرط أن يتلقى رسالة خطية واضحة تدعوه للعودة. وعقد الابراهيمي مؤتمراً صحافياً أمس في الأممالمتحدة شدد فيه على استعداد الأممالمتحدة للعب دور وتقديم المساعدة الى العراق "للتوصل الى اجماع بين العراقيين" على آلية تشكيل الحكومة الانتقالية، واجراء الانتخابات العامة. وقال: "نحن على أهبة الاستعداد". لكنه حرص على القول، في رد غير مباشر على تقارير أفادت باعتراض جهات عراقية على دور للأمم المتحدة "اننا لا نبحث عن وظيفة، ولا نتوسل ليكون لنا دور في العراق. وإذا كانت هناك حاجة إلينا، فإننا تحت التصرف... فإذا لم تكن هناك حاجة الينا فهذا أفضل، بل انه لشيء عظيم". وربط عودته الى العراق "بحاجتنا الى رد رسمي على تقريرنا"، وقال انه يتوقع ذلك "قريباً". وأشار الى ما تردد في الاعلام من أن العراقيين يرفضون الأممالمتحدة، فقال: "ليس لدينا هذا الانطباع". وأشار الى خبر نشرته "الحياة" وجاء فيه ان السيستاني يعترض على عودته، فقال: "تلقينا قبل أيام قليلة رسالة من آية الله السيستاني أرسلت مباشرة الى الأمين العام تقول ان لا علاقة له بهذه الأنباء... وانه يريد استمرار الأممالمتحدة في دورها". وأشار الى أن اجراء الانتخابات العامة في العراق نهاية هذه السنة أو مطلع السنة المقبلة يتطلب حوالى 8 شهور بعد وضع الاطار القانوني، وقال: "لم يفت الاوان، انما عنصر الوقت فائق الأهمية". وأكد انان "استعداد الأممالمتحدة للعودة وتقديم المساعدة إذا أراد العراقيون ذلك". وأضاف: "انني في انتظار رد منهم". وعزا التقلبات في المواقف العراقية الى السياسة الداخلية، وقال: "لا اعتقد بأن المشكلة هي في صدقية الأممالمتحدة بقدر ما هي عائدة الى السياسات الداخلية في العراق". الى ذلك، اجتمع انان أمس مع الرئيس السابق للجنة "انموفيك" الدكتور هانز بليكس الذي اصطف الديبلوماسيون وموظفو الأممالمتحدة في صف طويل لأخذ توقيعه على كتابه "تجريد العراق من الأسلحة".