اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس ان المنظمة الدولية ما زالت قلقة في شأن الامن في العراق، وقال: "نستعد للعودة، لكن الامن سيكون عاملاً حاسماً". وجاء كلام انان بعد ساعات على تشديد مستشاره الخاص الاخضر الابراهيمي على ضرورة التزام المنظمة الحياد في ذلك البلد، لافتاً الى انها لن تعمل لحساب قوات "التحالف". وحذّر من ان استعجال تنظيم انتخابات في العراق قد يجعلها "عامل تقسيم". وقال انان في مؤتمر صحافي بعد محادثات اجراها في بروكسيل مع المفوضية الاوروبية ورئيسها رومانو برودي ان بعثة خبراء من المنظمة الدولية ستتوجه "قريباً جداً" الى العراق لدرس "إمكان تنظيم انتخابات قبل نهاية ايار مايو او وجوب البحث في آليات اخرى لتشكيل حكومة انتقالية". وزاد ان "كل الجهود ستبذل مع الامل بتهدئة الوضع وتحسين العلاقات بين كل الاطراف". واستدرك: "يعود للعراقيين في نهاية المطاف ان يتولوا الأمور بأنفسهم" وختم: "نستعد للعودة الى العراق، لكن الامن سيكون حاسماً". في واشنطن اعلن الاخضر الابراهيمي خلال مأدبة ليل الثلثاء الاربعاء ان مهمته الحالية كمستشار خاص لأنان التي تسلمها منتصف كانون الثاني يناير تتطلب منه الانكباب على الملف العراقي ولكن من دون ان يتولى مسؤوليته مباشرة. واضاف: "قبلت منصب مستشار خاص للامين العام لمسائل الامن والسلام، وليس هناك ادنى شك بأنني سأعمل حول العراق". وزاد: "بالنسبة الى تولي مسؤوليات في العراق، فلا لأن هذا ليس مدرجاً في الخطط". واعلن انه يتمنى ان يسند هذا النوع من المسؤوليات العملانية الى غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني السابق، أحد المسؤولين عن الملف العراقي في الاممالمتحدة. وكان الابراهيمي يتحدث في "نادي الصحافة" بدعوة من "يونايتد ناشيونال فاونديشن" وأعدّ للقاء مسؤولين في مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية الاميركيين. والتقى الخميس الماضي الرئيس جورج بوش الذي اعرب له عن رغبة ادارته في عودة الاممالمتحدة بأسرع وقت ممكن الى العراق كي تساعد في استقرار الوضع في هذا البلد. وقال انان في باريس الثلثاء: "توصلت الى نتيجة مفادها ان الاممالمتحدة قادرة على ان تلعب دوراً بناءً عبر المساعدة في ايجاد حل للخروج من الازمة الحالية" في العراق. واوضح الابراهيمي انه "ما زال من المبكر معرفة كيف سيطبق قرار الامين العام" لافتاً الى ان الامر يتطلب "بضعة ايام". واكد ان الاممالمتحدة لا تعتزم العمل لحساب قوات "التحالف" التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق، وتابع ان صورة المنظمة الدولية "مهمة جداً واذا عادت الى العراق عليها ان تفعل ذلك بهويتها الخاصة والا لن تفيد احداً، لا الشعب العراقي ولا الولاياتالمتحدة". وذكر ان انان "أبلغ ذلك بأكبر قدر من الوضوح لمحادثيه" العراقيين والاميركيين وغيرهم. واضاف ان "البرنامج الوحيد الذي يمكن ان يكون للامم المتحدة هو مساعدة الشعب العراقي" مشيراً الى ان ذلك يمكن ان يتم بوفاق تام مع قوات اجنبية. ورأى الابراهيمي ان تنظيم انتخابات في العراق بسرعة من دون انتظار تهدئة الوضع، يمكن ان يزيد التوتر، واضاف: "علينا ان نتأكد من اجراء الانتخابات في الوقت المناسب لتؤتي ثمارها. اذا وضعت الاولويات في شكل سيئ يمكن ان تصبح الانتخابات عامل تقسيم وتسبّب توتراً. اذا لم تكن البلاد مستقرة الى حد كاف لمواجهة مناقشات حادة وغيرها من الامور الصعبة يمكننا ان نكون واثقين بأن الانتخابات ستسبب الشر اكثر من الخير". وتلتقي وجهة نظر الابراهيمي مع موقف الادارة الاميركية التي تعتمد على الاممالمتحدة لتوضح للزعيم الشيعي آية الله علي السيستاني ان الوقت لم يحن لتنظيم اقتراع شامل في العراق.