أكد المشاركون في المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي على ضرورة تحويله إلى منظمة تشبه منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، لها أمين عام وأمانة عامة ومقر دائم ومركز خاص للمعلومات. وافتتح وزير البترول المصري سامح فهمي امس اعمال المؤتمر الذي شاركت فيه 51 من كبريات الدول المصدرة عالمياً. وقال فهمي أمام المنتدى ان الحدث مهم مع تعاظم الاهتمام بالغاز الطبيعي على مستوى العالم كوقود حضاري نظيف يلبي الحاجات المتزايدة من الطاقة اللازمة لدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، موضحاً أنه يدخل كمادة أولية في صناعات عدة تعظم القيمة المضافة وفي الوقت نفسه يساهم في الحفاظ على البيئة في إطار التوجهات العالمية لخفض انبعاثات الكربون وتحقيق التوازن بين منظومة الطاقة والتنمية والبيئة. وأضاف ان التوقعات العالمية تشير الى أن الغاز الطبيعي سيحظى بأعلى معدلات نمو الطلب بين مصادر الطاقة الاخرى، مشيراً الى انه سينمو بنسبة 2.2 في المئة سنوياً خلال العشرين سنة المقبلة، أي ضعفي معدل النمو المتوقع للنفط الخام. وزاد ان معظم الزيادة في الطلب على الغاز ستأتي من الدول الصناعية في اوروبا ومن الولاياتالمتحدة، علاوة على بعض الدول النامية وخصوصاً الاقتصادات الصاعدة في دول شرق آسيا. وقال ان الاحتياطات العالمية المؤكدة من الغاز الطبيعي قدرت في كانون الثاني يناير عام 3002 بنحو 0055 تريليون قدم مكعبة، بزيادة مقدارها 033 تريليون قدم مكعبة على عام 9991، مشيراً الى انه في الوقت نفسه انخفضت تقديرات الاحتياطات العالمية المؤكدة من النفط الخام خلال الفترة نفسها بنحو اربعة بلايين برميل مكافئ. وأوضح ان هذا يعني ايضاً الحاجة الى اضافة طاقات هائلة جديدة لانتاج الغاز ونقله وتصديره، وبالتالي الحاجة الى توفير استثمارات ضخمة ولذلك ينبغي على الدول المستهلكة والمنتجة التعاون معاً لتدبير هذه الاستثمارات واقامة المشاريع اللازمة لامدادها بالطاقة. من جهته أكد وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله بن حمد العطية اتفاق الدول المشاركة على بلورة سياسة مهمة لقطاع الغاز مستقبلاً، مشيراً الى التفاهم القائم بين المشاركين. واستبعد مناقشة المنتدى تسعيره للغاز الطبيعي، قائلاً ان هناك افكاراً سيتم مناقشتها فقط، فالمنتدى ليس مهمته تثبيت الاسعار لأن المطروح عبارة عن ورقات فنية متبادلة بين الدول للاضطلاع عليها والاسترشاد بها. وذكر أن اسعار الغاز تتقلب بشدة صعوداً وهبوطاً مع اسعار النفط وليس لها الاسعار علاقة بالامدادات لكنها علاقة سياسية تتأثر بما يحدث، في العراق حالياً على سبيل المثال، ما يعني ان العلاقة نفسية وسياسية أكثر من الامدادات. واستبعد العطية تثبيت الاسعار قائلاً ان سوق الطاقة متغيرة والاستراتيجية معرضة للصعود والهبوط. "أوبك"، واتفق وزراء النفط والطاقة الاعضاء في"أوبك"، القطري عبدالله العطية والايراني بيجان زنغانة والفنزويلي رافائيل راميز والنيجيري ادموند داكوري أمس، على هامش المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز، على ضرورة ابقاء قرار خفض انتاج"أوبك"بمقدار مليون برميل يومياً ابتداء من الاول من نيسان أبريل المقبل حتى نهاية الشهر الجاري، عندما ستعقد"أوبك"اجتماعها الوزاري في فيينا. وشدد وزير النفط الايراني على أهمية استقرار السوق حالياً، مشيراً إلى أن المؤشرات بين الدول الأعضاء في"أوبك"تسير في اتجاه الاستقرار. ولفت إلى أن قرار الخفض القائم يستمر لحين بته في اجتماع"أوبك"المقبل. وتساءل:"لمَ التغيير حالياً؟ نحن ندرس الأمور حسب السوق والسوق تتطلب ذلك".