تحولت اعمال شغب بين جمهوري فريقي "الفتوة" من دير الزور و"الجهاد" من مدينة الحسكة قرب الحدود السورية - العراقية، ظهر الجمعة الى اعمال عنف في مدينتي القامشلي شرق سورية ودمشق، اعتدى خلالها متظاهرون على ممتلكات عامة ورفعوا شعارات سياسية تتناول الوضع في العراق. وحاول مسؤولون كبار "التعامل بحكمة" مع احتجاجات العشرات من طلاب جامعة دمشق الآتين من المنطقة الشرقية، فيما شددت أحزاب معارضة وأخرى مرخص لها على "التمسك بالوحدة الوطنية". واذاع التلفزيون مساء قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في احداث القامشلي. وقالت مصادر رسمية مطلعة ل"الحياة" ان اعمال الشغب التي حصلت امس "ليست موجهة ضد النظام بل ضد الوطن". واعتبرت تحول التوتر بين مشجعي فريقين رياضيين الى "شغب سياسي بين الأكراد والأهالي من تداعيات ما يحدث في العراق وتأثيراته على دول الجوار". ولم يعرف العدد النهائي للقتلى بسبب ارتفاع عدد الجرحى في الصدامات التي حصلت الجمعة في القامشلي. وتردد اكثر من رقم لعدد القتلي، لكن المصادر الرسمية قالت ان عددهم ستة بينهم خمسة قتلوا اول امس، ونفت صحة الرواية التي تحدثت عن "اطلاق قوات الشرطة النار على المشاغبين". وقالت: "تعاملت قوات الأمن مع الجمهور في شكل لائق للحؤول دون تحويلها الى احداث عنف متبادل"، مشيرة الى ان "العنف وتبادل اطلاق النار كانا بين جمهوري الفريقين". وكان حكم مباراة "الفتوة" من دير الزور و"الجهاد" من الحسكة اوقف مباراتهما بعد ظهر الجمعة بسبب الشغب بين جمهوري الفريقين في ملعب مدينة القامشلي التابعة للحسكة، ما أدى فوراً الى دهس ثلاثة أطفال بين أرجل الجمهور المتدافع في مدرجات الملعب. لكن اعمال الشغب تصاعدت عندما ظهر تنافس في الشعارات السياسية من جمهور دير الزور و"الجهاد". وقال شهود ل"الحياة": "حاولت قوات حفظ النظام السيطرة على الوضع لكن ردود الفعل تصاعدت في شكل عنيف ما أدى الى ردود فعل عنيفة". وتحدث شهود عن حوالى مئة جريح مشيرين الى ان قوات حفظ النظام والجيش والأمن حشدت قواتها لحفظ الأمن في القامشلي. وامتدت التظاهرات الاحتجاجية الى مدينة دمشق، حيث خرج طلاب جامعيون من المنطقة الشرقية ليل اول من امس للاحتجاج امام مبنى الاذاعة والتلفزيون. كما أن عشرات منهم تظاهروا صباح امس في شوارع دمشق، وردد بعضهم هتافات سياسية، وحصل بعض أحداث الشغب والعنف وحرق، وتكسير سيارات خاصة وسيارة اسعاف ومحلات ومؤسسات عامة. لكن كبار ضباط الأمن والشرطة سعوا الى "معالجة الموضوع في حكمة". وختمت المصادر: "تصاعد الهتافات السياسية واعمال الشغب من تداعيات احتلال العراق وتأثيرات ذلك على دول الجوار بما فيها سورية". وجاء في بيان ل"الحزب الشيوعي السوري" ان "الواجب الوطني والظروف التي تمر بها المنطقة تستدعي وتفرض الحرص على الوحدة الوطنية التي هي دعامة رئيسية لصمود وطننا في وجه ما يحاك ضده اميركياً وصهيونياً"، بعدما أكد في بيان تسلم مكتب "الحياة" نسخة عنه: "انه كان من الممكن تفادي ذلك الوضع لو تم تطويق المؤشرات الدالة الى الشغب والاستفزاز في حينه ومعالجة الوضع بحكمة"، كما دعا رئيس "لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان" اكثم نعيسة "جميع ابناء الشعب السوري الى ضبط النفس، من أجل وحدة الشعب والوطن، وتفويت الفرصة على اعدائه". ودان "المتورطين بكل اشكال العنف". بيان المعارضة ودعا بيان لافت صادر باسم كل قوى المعارضة وجمعيات حقوق الانسان وبعض الاحزاب الكردية غير المرخص لها رسمياً "جميع الغيارى على وحدة الوطن ومستقبله الى خلق صلات واتصالات عاجلة بكل الاطراف بغرض ضبط النفس ووقف العنف فوراً". الى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول كردي سوري ان 14 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال قتلوا، فيما جرح اكثر من 124 آخرين قبل مباراة لكرة القدم في مدينة القامشلي اول من امس، وفي "مسيرات احتجاج عنيفة" نظمت امس لدى تشييع القتلى. وقال عبدالعزيز داود سكرتير "الحزب الديموقراطي التقدمي" الكردي في سورية لوكالة "فرانس برس": "قتل تسعة اشخاص يوم الجمعة نتيجة تدافع وأعمال شغب وقعت قبل بدء مباراة بين فريقي الفتوة والجهاد في القامشلي". وأشار الى ان "ستة من القتلى سقطوا برصاص شرطة مكافحة الشغب، في حين قتل ثلاثة اطفال نتيجة التدافع لدى خروج الجمهور من الملعب". وتابع: "قُتل خمسة اشخاص السبت امس برصاص شرطة مكافحة الشغب التي تدخلت لتفريق مسيرات شارك فيها الالاف في القامشلي وعامود وديريك القريبتين منها استنكارا لمقتل مواطنيهم الجمعة". وأفادت وكالة "اسوشيتد برس" ان أعمال الشغب والتدافع في الملعب اسفرت عن اصابة أكثر من مئة شخص، لا يزال ثمانية منهم في المستشفى. ونقلت عن مصادر طبية ان حصيلة اعمال الشغب في الملعب بلغت ثمانية قتلى. ونسبت الوكالة الى المحامي ابراهيم الحسين احد الشهود، ان "المتظاهرين اطلقوا هتافات معادية للحكومة وهاجموا متاجر ومقرات حكومية في مدينة القامشلي قبل أن يتدخل رجال الشرطة ويطلقوا النار في الهواء لتفريقهم". وبعد ساعات على تظاهرة القامشلي، قال "مسؤول كردي" لوكالة "فرانس برس" ان عدداً من الأكراد تظاهروا في دمر احدى الضواحي الغربية لدمشق. وزاد ان رجال الشرطة استخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، مشيراً الى اعتقال عدد منهم، فيما جرح آخرون.