وقف فؤاد ح.غ. مهندس شاب امام قاضي الاحوال الشخصية في محكمة زنانيري في القاهرة يبكي سوء حظه، ويتهم زوجته بالاعتداء المتكرر عليه وضربه امام اعين الجيران. واكد ان وسيلتها المفضلة كانت "الحذاء"، مشيراً الى "ان سبب الاعتداء في كل مرة كان تافهاً، فمرة ضربته لأنه نسي إغلاق النافذة، ما أدى إلى دخول بعض الغبار إلى الشقة، ومرة لأنها طلبت منه أن يوقظها من النوم في السابعة صباحًا فتأخر في إيقاظها، ما اثار غضبها حتى انها طاردته بالسكين في الشارع". عنف الزوجات المهندس فؤاد لم يكن الوحيد في القاهرة الذي يعاني من ضرب زوجته له، فالكثير من الازواج لجأ الى المحكمة ما دفع المركز القومي للبحوث الاجتماعية الى التحقق من الظاهرة. وكشفت دراسة ميدانية أجريت عن "ظاهرة عنف الزوجات" أن 28 في المئة من الرجال يتعرّضون للضرب على أيدي شريكة الحياة، وأوردت الدراسة التي اعدتها الدكتورة فادية أبو شهبة الخبيرة في المركز أن معظم الأزواج المنكوبين من الأحياء الراقية، بينما تتراجع الظاهرة في الأحياء الشعبية التي يسكنها الفقراء الى اقل من 18 في المئة. وتختلف نتائج دراسة الدكتورة فادية ابو شهبة مع دراسة اخرى حديثة للمركز نفسه اكدت ارتفاع ظاهرة الرجال المضروبين بين الاسر والعائلات الأمية الى 50 في المئة من الحالات التي تم رصدها بينما تنخفض إلى 15 في المئة بين الأزواج الحاصلين على شهادة متوسطة. وأظهرت الدراسة أن 20 في المئة من الزوجات يضربن أزواجهن لأسباب تعود إما لضعف الزوج أو تهوره وعصبيته الزائدة وأن هذا العنف يزداد صيفا وفي نهاية كل شهر بعد نفاد المرتب. تعددت الاسباب وأفادت الدراسة أن 65 في المئة من الزوجات اللاتي يضربن أزواجهن يعزين ذلك الى غيرة أزواجهن الشديدة وتحويل حياتهن إلى جحيم لا يطاق. وعزا 35 في المئة منهن السبب إلى قوة شخصية الزوج ومحاولته الضغط على الزوجة بهدف تهميش دورها ما يؤدي الى حدوث الصدام فتكون النتيجة الضرب. كما أرجعت الدراسة ظاهرة العنف النسوي إلى صفة التردد الموجودة في الزوج التي تؤدي بدورها الى افتعال الخلافات بينهما فضلاً عن عصبية الزوج الزائدة. استاذ الطب النفسي الدكتور جمال فرويز قال ل"الحياة" إن "بعض النساء يلجأن الى الضرب بل القتل اذا تعرضن لسلوك مهين أو اذا جرحت كرامتهن أو عواطفهن ومشاعرهن. وهناك قضايا كثيرة كان المجنى عليه فيها الرجل والجاني امرأة. كل شيء وارد وموجود في مجتمعنا. وظاهرة "استرجال النساء" - كما سماها فرويز - ليست شيئاً غريباً". واعتبر ان الضعف الجنسي الذي أصاب كثيرًا من الرجال في العالم ساعد وبشكل كبير على اهتزاز صورة الزوج في عيون شريكة حياته وفرض في كثير من الحالات عدم احترامها له ما جعل الزوجة لا تتردد في ضربه عند أول خلاف يقع بينهما. وأشار الى ان بعض الرجال يكون مريضًا بالتلذذ بتعذيب الذات، وقد تكون شخصيته ضعيفة، ما يسهل للزوجة السيطرة عليه، وقد تكون الزوجة جميلة جداً او ثرية وهذا ما يحرضها على الطغيان على حقوق زوجها المستسلم. وتقول استاذة الاجتماع في جامعة الأزهر الدكتورة ماجدة شبان ان بعض النساء يفسرن مفهوم قوة شخصية المرأة "بشكل خاطئ" ويحسبن ان تخلي الرجل عن المسؤولية لهن يعني الغاء وجوده واستغلال انشغاله بهموم العمل وظروف الحياة وجمع المال وهي ظروف تصبح فيها المرأة واقعيًا هي المسؤول الفعلي عن السياسة العامة للأسرة.