سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نائب البشير أرجأ عودته الى المفاوضات للمرة الثالثة وأكد "عدم التنازل عن الثوابت". الخرطوم تحذر من حل يؤدي الى انفصال الجنوب وحركة قرنق مستعدة ل"مفاجأة" تجدد القتال
أرجأ النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه عودته من الخرطوم الى كينيا، لاستئناف المحادثات مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق للمرة الثالثة امس. واكد ان موقف حكومته لمعالجة مستقبل المناطق المهمشة الثلاث النيل الأزرق وجبال النوبة وأبيي مرن لكنها "لن تتنازل عن ثوابتها ولن تقبل بأي حل يؤدي الى الانفصال وتفتيت البلاد"، وسط مطالب من مسؤولين بإبعاد ملف المناطق الثلاث من طاولة المفاوضات باعتبارها ليست جزءاً من المبادرة الافريقية. وابدت "الحركة الشعبية" من جهتها الاستعداد لاستئناف التفاوض، لكنها أكدت ايضاً "استعدادها لأي مفاجأة ربما تؤدي الى اندلاع القتال مجدداً وانهيار السلام". واصل النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه لليوم الثالث أمس لقاءاته في الخرطوم مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني المساندة للحكومة. والتقى طه، بدل التوجه الى ضاحية نيافاشا الكينية لمعاودة التفاو ض مع العقيد جون قرنق زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على حل سلمي في جنوب البلاد أمس، ممثل جماعة "أنصار السنة" في السلطة وزير الدولة للتربية محمد أبو زيد ووزير الخارجية السابق الدكتور حسين سليمان أبو صالح، ونقيب المحامين فتحي خليل ورئيسة اتحاد المرأة رجاء حسن خليفة ورئيس تحرير صحيفة "الأيام" محجوب محمد صالح الذي يقود مع تسعة من اساتذة الجامعات والسياسيين مبادرة للوفاق والسلام. وعقد طه لقاء مع رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر وقيادات برلمانية طرح خلاله قضايا المفاوضات والتعقيدات التي أدت الى جمودها. واكد طه تمسك حكومته بالسلام وجديتها في تحقيقه، وقال ان موقف حكومته يتسم بالمرونة، لكنها لن تتنازل عن ثوابتها ولن تقبل بأي حل يؤدي الى الانفصال وتمزيق البلاد. وطالب القيادي في الحزب الحاكم ورئيس لجنة السلام في البرلمان عبدالرحمن الفادني وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد ب"إبعاد ملف المناطق الثلاث من طاولة المحادثات والعودة بها الى مسارها الرئيسي لحسم مسألة الجنوب". وذكر ان "إغراق التفاوض في اطروحات جزئية يعني تعطيله"، مؤكداً ان "أي ضغوط ستقابل بمد شعبي واسع ومعارض". واكد وزير الزراعة والمسؤول السياسي في الحزب الحاكم مجذوب الخليفة ان حكومته "لن ترضخ الى أي ضغوط أو املاءات خارجية"، موضحاً ان مسألة اقتسام السلطة هي القضية الرئيسية في المحادثات باعتبارها المسار الرئيسي. واعتبر المناطق المهمشة "مساراً فرعياً ينبغي ان لا يعطل عملية السلام". وقال وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق امس ان النائب الأول للرئيس واعضاء الوفد الحكومي الذين عادوا معه سيغادرون الى نيروبي اليوم. وأفاد ان طه أرجأ عودته لإجراء مزيد من المشاورات". وعلمت "الحياة" في اسمرا، ان أمانة "ايغاد" تلقت تأكيداً بعودة طه الى نيافاشا واستئناف حواره مع قرنق الذي ينتظره في مقر المفاوضات. واشارت مصادر في المعارضة السودانية الى ان الجيش السوداني حرك أخيراً ميليشيات من منطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة الى جنوب السودان. وأبدت مصادر في حركة قرنق "تفاؤلاً حذراً" مع "استعداد لأي مفاجأة ربما تؤدي الى اندلاع القتال مجدداً وانهيار السلام"، وتتهم مصادر في حركة قرنق الحكومة ب"محاولة كسب الوقت"، فيما عزت مصادر المعارضة في اسمرا تعثر المفاوضات الى "انقسام في الوفد الحكومي المفاوض". وعلى صعيد آخر، اعلنت "حركة تحرير السودان" الناشطة في اقليم دارفور انها قتلت خلال اليومين الماضيين خمسة ضباط حكوميين شمال شرق مدينة الضعين. وذكرت ان القتلى هم المقدم جون اشوانغ صمويل، والنقيب عيسى مختار عبدالله والملازم الأول حسن محمد المهدي، والملازم الباقر حسن عبدالقادر وضابط الشرطة الصادق حسن.