أعلن مكتب المدعي العام في زيمبابوي أمس، أنه في صدد وضع اللمسات الأخيرة على الاتهامات التي ستوجه الى "المرتزقة" السبعة والستين المحتجزين منذ الأحد الماضي في هراري، على أن تقدم لائحة بها إلى المحكمة قريباً. وقال القائم بأعمال المدعي العام بهارات باتيل: "إن الاستعدادات لتوجيه الاتهام إلى هؤلاء الناس مستمرة لكنني لا اعرف متى سيتم ذلك"، مشيراً إلى أن "كل شيء يجري وفقاً لقوانين البلاد". وأكدت مصادر عدلية أن مدة ال92 ساعة الواردة في قانون العقوبات العادي التي يتعين على السلطات خلالها تقديم المشتبه فيهم إلى المحاكمة أو إطلاق سراحهم، انتهت مساء اول من أمس. غير أنه يحق للسلطات بموجب مرسوم أصدره الرئيس روبرت موغابي الأسبوع الماضي، باحتجاز من يشتبه بارتكابهم جرائم تمس بأمن الدولة لفترة تصل إلى 24 يوماً من دون تقديمهم إلى المحاكمة أو الإفراج عنهم بكفالة. وقالت غينيا الاستوائية التي اعتقلت من وصفتهم بأنهم مجموعة قوامها 15 من المرتزقة يمثلون طلائع قوة معادية وشركات متعددة الجنسيات، أنهم كانوا يتآمرون على الدولة الصغيرة الغنية بالنفط الواقعة في وسط أفريقيا. وأعلن وزير الداخلية في غينيا الاستوائية كيمبو موهادي أن المحتجزين الذين يقودهم الجنوب أفريقي نيك دوتوا على علاقة بمجموعة هراري، موضحاً أن دوتوا "يعمل في تهريب الأسلحة والألماس". واشار إلى ان المرتزقة هؤلاء من أنغولا ونامبيا وأفريقيا الجنوبية وجمهورية الكونغو وأرمينيا وساو تومي وبينهم ألماني واحد، كانوا في طريقهم إلى بلاده، للمساعدة في انقلاب يهدف إلى اطاحة الرئيس تيودور غويما. وقال أن المجموعة تلقت المساعدة من جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني أم أي 6 ومن الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي والاستخبارات الإسبانية. وقال: "أقنعت أجهزة الاستخبارات الغربية قائد الشرطة والجيش في غينيا الاستوائية بعدم مقاومة الانقلابيين والتعاون معهم، في مقابل مناصب وزارية في حكومة جديدة". ولفت إلى أن الطائرة التي كانت تقلهم صودرت إثر هبوطها للتزود بالوقود، وأن الطيار كذب في ادعائه بأنه لا يحمل بضائع وأن معه سبعة ركاب فقط. وكان تلفزيون مالابو بث لقطات يتحدث فيها رجل قال انه دوتوا عن اميركيين ولبناني كلفوه تجنيد ستين من المرتزقة ونقلهم الى غينيا الاستوائية، من دون ان يضيف اي تفاصيل عن الجهات التي كلفته بهذه العملية ولا الدول التي اتصل بها. نفي أميركي وإسباني ونفى مسؤولون أميركيون أي تورط، في حين رفضت وزارة الخارجية البريطانية التعليق في اتباع لعرف سائد. كذلك نفت إسبانيا تورطها في المسألة. وقالت مصادر في مكتب الإعلام الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الإسبانية في مدريد أن هذه الاتهامات "خاطئة تماماً"، موضحاً أن الوزارة طلبت من سفيرها في هراري خافيير سادومينغو تقديم احتجاج رسمي لحكومة زيمبابوي. وكان وزير الخارجية ستان مودينغه صرح بأن المحتجزين الذين كانوا في الطائرة وطاقم الطائرة المكون من ثلاثة أفراد هم أعضاء "فريق متقدم" سيعدمون إذا ما أدينوا بأنهم مرتزقة. وقالت الشركة التي تتبعها الطائرة ومقرها اميركا أنها كانت تنقل الرجال إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية لتوفير الأمن لعمليات المناجم. القذافي: عودة الاستهتار من ناحيته، رأى الزعيم الليبي معمر القذافي أنه في حال ثبتت الأنباء الواردة من زيمبابويوغينيا الاستوائية، سيعني ذلك "عودة الاستهتار بالمؤسسة الأفريقية". وقال القذافي في تصريح له بثته وكالة الأنباء الليبية الرسمية أمس، أن "هذا الوضع يدعو الأفارقة إلى عمل ما من شأنه جعل أفريقيا تحترم ولا تسمح لنفسها أن تكون مسرحاً للمهازل".